Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/08/2009 G Issue 13468
الخميس 22 شعبان 1430   العدد  13468
ضحايا عمليات الاغتصاب وآلاف المشردين
هيلاري كلينتون ترى مباشرة الفظائع شرق الكونغو الديمقراطية

 

غوما - (ا ف ب)

رأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأم عينها الواقع المريع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في خضم الحرب، حيث ضحايا عمليات الاغتصاب الكثيفة وآلاف المشردين، مما اضطرها للإقرار الثلاثاء بأنها لا (تملك عصا سحرية) لتغيير هذا الوضع المرير.

وقد قررت وزيرة الخارجية الأميركية صاحبة النفوذ للقيام بزيارة قصيرة الى غوما على الحدود مع رواندا استبدال طائرتها البوينغ (اير فورس تو) التي تقودها خلال أحد عشر يوماً الى سبع دول إفريقية، بطائرة صغيرة تابعة للأمم المتحدة، ثم موكب سيارات على الطرق المخربة الرديئة المسالك القريبة من بحيرة كيفو.

وظهر آلاف الأشخاص من بين الغبار على جوانب الطرق أتوا لرؤيتها وبعضهم خصوصاً من النساء رحب بها تصفيقاً.

وفي غضون ساعات قليلة شاهدت هيلاري كلينتون المدافعة المتحمسة عن حقوق المرأة الكثير وسمعت الكثير.

وأثناء لقاء حول العنف الجنسي فجر ناشطون غضبهم ضد موظفي الأمم المتحدة او المنظمات غير الحكومية التي لا تأتي على حد قولهم الى غوما إلا لرفع الأسعار من دون أن تضع حداً لهذه الآفة المستشرية لعمليات الاغتصاب التي يقوم بها الرجال المسلحون.

وقالت كريستين شولر ديشرايفر وهي ناشطة في جمعية في - داي (يأتي إلينا الكثير من الزوار والكثير من المشاهير، لكنهم يرحلون في نهاية المطاف تاركين فقط بطاقة تعريف شخصية). وردت وزيرة الخارجية الأميركية (لا أريد أن أطلق وعوداً في الهواء. بالتأكيد لن أترك بطاقة تعريف شخصية لكني لا أملك أيضاً عصاً سحرية)، مكررة رسالة الرئيس باراك أوباما الذي يدعو الأفارقة الى تولي شؤونهم بأنفسهم.

وأكدت (هذا ما التزم به تجاهكم، وقد رأيت كثيراً من أمثلة الشجاعة التي يملكها الشعب الكونغولي).

وزارت كلينتون مستشفى وكذلك مخيم الأمم المتحدة في موغونغا الذي يضم منذ 2006 نحو عشرين ألف نازح بسبب النزاعات.

وقالت لها أم لستة أطفال تدعى شانتال مابيمدو (32 عاماً) إنها لا تريد العودة بعد الآن الى الحقول المجاورة خوفاً من التعرض للاغتصاب.

وتشرف مابيمدو على مجموعة من النساء يصنعن سلال القش لمساعدتهن على الحصول على لقمة العيش.

وقالت كلينتون لها (جئت لأرى الرئيس جوزف كابيلا. وقد قلت له إننا نريد أن يوضع حد لأعمال العنف لكي تتمكنوا من العودة الى منازلكم).

والهدف هو وقف الاعتداءات الجنسية، وقالت كلينتون في هذا الصدد (آمل أن نرى تغييراً.. أن لا يعلم أولادنا عمَّا نتحدث عنه اليوم).

وفي الواقع طلبت وزيرة الخارجية الأميركية من رئيس الكونغو الديموقراطية جوزف كابيلا وضع حد لحالة (الإفلات من العقاب) وتوقيف ومحاكمة العسكريين الذين ارتكبوا أعمال عنف جنسية.

وتسود حالة من عدم الاستقرار والتوتر في منطقة كيفو بسبب أنشطة المتمردين الهوتو الروانديين والأوغنديين.

وتؤكد الأمم المتحدة أن 200 ألف امرأة على الأقل اغتصبن منذ 1996 في شرق الكونغو الديموقراطية الذي شهد حرباً إقليمية استمرت خمسة أعوام (1998 - 2003) وأعقبتها حرب أهلية (2004 - 2009) فغالباً ما يرتكب المتمردون وكذلك جنود الجيش النظامي عمليات انتقام تستهدف المدنيين ولا سيما النساء، حيث يتعرضن للاغتصاب الذي يستخدم كسلاح حرب.

الى ذلك أعلنت كلينتون عن تقديم مساعدة من 17 مليون دولار أميركي لمكافحة أعمال العنف الجنسية.

وستوزع الأموال على المنظمات غير المحكومية المحلية من أجل تدريب شرطيات وتقديم المساعدة الطبية والنفسية لحوالي عشرة آلاف ضحية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد