الإعلان هو كعكة الناشرين، وكل ناشر يريد أن يقضم نصيبه الأكبر منها. الأمر الآن امتد للنشر الإلكتروني، وثيران التقنية الأشاوس باتوا يتحدثون صراحة عن مطامعهم في الإعلان، بل وأبرزوا قرونهم تمهيداً لمناطحة تبدو وشيكة في هذا المجال.

إعلانات (جوجل) هي التي شعللت النار، وحفزت على المناطحة، فمحرك البحث الشهير فاز بنصيب الأسد من سوق الإعلان، وهو نصيب لم يأت من فراغ، ولكن لأن المحرك الشهير حقق خدمة مهمة ومتميزة، فاستحق أن يحظى بالكيك والجاتوه هنيئاً مريئاً.

لكن لعاب الآخرين سال لرؤية الإعلانات، وقرروا مزاحمة جوجل في السوق، كما أنهم علموا أن المسألة لا تأتي بالرغبات، بل بالإرادات، ولذلك اختاروا أن يقدموا خدمة مميزة تقنع مستخدمي النت بجدواهم، وهذا ما جعل مايكروسوفت تتجه إلى ياهو، وتخطب وده، وتبرم معه صفقة لعمل محرك بحث متميز، يستقطب مستخدمي النت، ويشفط أكبر كمية من الإعلانات أسوة بجوجل.

الخبر، طبعاً يحمل الكثير من البشائر لأصحاب النشر الإلكتروني، فالمعلن في عالمنا الشرقي لم يستطع حتى الآن هضم فكرة الإعلان الإلكتروني، فهو يريد أن يرى إعلانه في الصحيفة الورقية مثلما اعتاد، والجرائد الورقية شاطرة وتعرف كيف تدير معركتها في هذا الجانب، لكن السوق الإعلاني يتسع وفيه فرص للجميع، والنشر الإلكتروني يتجدد ويتمدد وينمو ويكبر غصباً عن أنوف الرافضين، والاستثمارات زاحفة بنشاط في هذا الاتجاه، كما أن مستثمري مايكروسوفت وياهو ليسوا معتوهين، فهم قد درسوا السوق من كل جوانبه، ويعلمون أن الإعلان العنكبوتي آخذ في النمو بشكل مدهش، وأن الملايين ينضمون كل يوم إلى مستخدمي الإنترنت، والأخبار تشير - مثلاً - إلى أن الصينيين المستخدمين للإنترنت بلغوا مؤخرا 338 مليون شخص، وهو رقم يفوق سكان الولايات المتحدة، ولذلك فإن الإعلان سيتجه مغمض العينين إلى الإنترنت، وإلى محركات البحث بشكل خاص، لأنها ذات قدرة مغنطيسية على جذب المتعاملين معها.

العمالقة بدؤوا معركتهم العنكبوتية لأجل الإعلان، ومايكروسوفت وياهو سينجحان في تقديم محرك بحث قادر على المنافسة، لكن الطامعين والطامحين لن يتوقفوا عن السعي لأخذ نصيبهم، لذلك لن تكون الصفقة آخر الصفقات.