يعم السواد الليل طافياً على أرجاء المعمورة يكتسح لونه الصافي كل زاوية وشارع يصادف ظهور صبي أجعد الشعر أسود اللون يتبادل مع سحر الليل لحناً يهز المكان ألم العنصرية طاغ عليه لا يكتفي بصراخ الحناجر وهدير الموسيقى العالية كأنه يظهر قبح التفرقة والعبودية كلما ارتفعت أصوات الموسيقى صخباً وجنوناً.
اهتزت أرضية المسارح الفاخرة وفرشت السجادة الحمراء بطول السنوات الماضية ليعلن انتصاره هدية لكل الثقافات. أجمعت الجماهير صارخة بصيحات مجنونة الكبير قبل الصغير وأبدع بموسيقى البوب وارتفعت الإيرادات واقتنى القصور والمزارع الفاخرة انطلقت الإشاعات الحقيقية والمفبركة والمحامون والمحاكم، سنوات مليئة بالعبث والغناء والإبداع. ذلك الصبي الأسود في جوفه ألم دفين لم يختف وسط أمواج الثراء والسخط والجنون بل أصبح هذا الألم يكبر كل حين. تخبطت خطواته للخلف حتى أضاع هويته ولونه العتيق أصبح يهيم من مدينة إلى أخرى باحثاً عن تلك الهوية التي اتصفت بملامحها الإفريقية السمراء لم يلغ عنصر الألم بداخل ذلك الصبي حاول عابثاً تغيير لون جلدته ولكن هناك شيئا في داخله لا يستطيع حذفه شيء محفور بأعماقه فالغموض يغطي الصبي الأسمر الذي تحول لرجل أبيض اللون حتى بدا غريباً عن نفسه يحوم بالأماكن باحثاً عن السلام والتصالح مع الذات الشقية التي مازالت ترهقه بين خبايا الروح والأمل والعصيان والقهر.
ويبقى صوت الجمهور الذي اختلفت ثقافته وألوانه صوتاً واحداً معزياً حزيناً يردد مايكل... مايكل؟!
هيفاء صفوق