إن تحويل الاحتفاء بعودة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أرض الوطن بعد رحلته العلاجية التي تكللت - ولله الحمد - بالنجاح إلى مشاريع إنسانية تخدم المواطن .....
.....السعودي في المقام الأول، وتسهم بشكل مباشر في تخفيف معاناته، وتسهم في إكمال معمار البنية التحتية للخدمات الضرورية للمواطن، إنه أمر- في نظري - ينطلق من سيرة اعتاد عليها ولاة الأمر هنا في مملكة الإنسانية مما يؤكد الإيجابية للقرارات الناتجة عن شعور جمعي نبيل يتجاوز الذاتية إلى روح المجتمع.
وما مشروع (برنامج الأمير سلطان للطوارئ والخدمات الإسعافية) إلا شاهد حي على هذا التوجه الواقعي والإيجابية النافعة الذي خرج بالفرح بشكل واقعي من إطار (الاحتفائية) إلى صدق (الواقعية) التي تؤكد مجددا أن هذا النهج ليس أمرا غريبا أو طارئ الحدوث في واقع مجتمعنا السعودي، وإنما ينطلق من سيرة اعتاد عليها ولاة الأمر في هذا البلد في البحث عن كل ما فيه خير الوطن والمواطن بإقامة مشروعات نافعة باقية يعود خيرها على الوطن والمواطن.
فبعد عودة الملك عبد العزيز - رحمه الله - من رحلته إلى مصر عام 1365هـ تقرر إقامة احتفال بهذه المناسبة فوجه - رحمه الله - بتحويل تكلفة الاحتفال لإنشاء مدرسة سميت بالمدرسة التذكارية وهي قائمة إلى اليوم في رياض الخير، وخلال حفل أهالي الرياض الذي أقيم في 27 محرم 1403هـ بمناسبة مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - أعلن الأهالي عن مشروع تذكاري يتمثل في إنشاء مكتبة باسمه - رحمه الله - فكان أن تم تأسيس مكتبة الملك فهد الوطنية المعروفة، والتي أصبحت شاهدا حيا على الحركة البحثية في الرياض.
وأثناء الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية في الخامس من شهر شوال عام 1419هـ لم يسمح العقل المخطط أن يصبح الاحتفال مجرد مناسبة عابرة، بل حوله إلى مؤتمر عام طرحت فيه عشرات البحوث العلمية عن تاريخ المملكة وجميع جوانب الحياة فيها بحيث كانت المناسبة سبب مهم في إثراء حركة البحث العلمي في التأريخ السعودي المعاصر. وخلال حفل أهالي العاصمة بمناسبة مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - الذي أقيم في 21 شوال 1426هـ تم الإعلان عن إقامة معلم حضاري بهذه المناسبة باسم حدائق الملك عبد الله العالمية على مساحة مليون ونصف المليون متر مربع.
وها هو المشروع الذي أعلن عنه بمناسبة عودة سمو ولي العهد يشهد على استمرار الرياض الإمارة والمدينة في نهج النفع العام بابتكار مشروعات حضارية تنتهج خدمة المواطن بتحويل الفرح إلى مشاريع قائمة وخالدة.
أخيراً
إن (الرياض) الإمارة تبرهن مجددا للجميع من خلال هذا العطاء النوعي أهمية تحويل (الخاص) إلى (عام) بنقل (الفرح) من بريق (الاحتفال) إلى (فضاء) (النفع العام) كفلسفة إدارية تعي ضرورة المرحلة، كما أن (الرياض) المدينة تمنح (الوطن) تميزاً جديداً يتناغم مع ظروف المرحلة التنموية بفلسفة تقوم بالدرجة الأولى على تكريس الولاء للقيادة الرشيدة، من خلال الإبداع في خدمة المواطن عبر مشاريع تنموية تنبثق من الفرح الواقعي برموزه السياسية.