الطفلة سارة المقنعة بقناع المرض (إيدز) لا تحب الأقنعة وإن أجبرتها ظروفها الصحية على ذلك، كانت أقوى من كل قناع فعلي أو معنوي، تحدثت أمام حفل دعت إليه الجمعية السعودية الخيرية لمرضى (الإيدز) قبل أيام مضت، وعبرت عن مشاعرها الإنسانية بكل وضوح، وقالت بلطف الأنثى وبراءة الطفولة إن البعض ينفر منها بسبب مرضها، مشيرة إلى أن فئة (هداها الله) ترميها بكلمات جارحة للكبار فكيف بها وهي الوردة الغضة المقبلة على الحياة رغم آلام المرض التي تعتصرها نفسياً وترهقها جسدياً إلاَّ أنها تملك من الإيمان والأمل والصبر والوضوح ما يعجز عنه كثير من الكبار، تحدثت بفصاحة وثقة حتى أن وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور العثيمين كان من أوائل المتأثرين وطلب أن يتحدث معلقاً ومعبراً عما غمر مشاعره نحو الطفلة سارة وموقف الغير منها وتمنى أن يأتي اليوم الذي يحضر فيه زفافها وتخريجها، فبارك الله بكل من وقف معها بمشاعره الإنسانية على الأقل.. غير أن ملاحظة لابد من تسجيلها وهي أن الدعوة للحفل قد وجهت إلى 350 من رجال وسيدات الأعمال بوقت كاف إلاَّ أن صندوق التبرعات لم يتلق سوى 20 ألف ريال تبرعت بها إحدى شركات الأدوية، وربما أن تبرعات قد وصلت قبل نشر هذه الكلمات ولكن العبرة بما حصل، وما بدر من عابرين أمام الحفل سألوا عن الحدث فقيل لهم إنه حفل لجمعية الإيدز الخيرية فرشقوا كلمات لا تليق وهرولوا مسرعين.. الطفلة سارة لم تكن على علم بما صنع رجال وسيدات الأعمال والمراكز المالية الاستثمارية ولا هؤلاء العابرون، إلا أنها بكلمات قصيرة رقيقة كشفت القناع وبقي قناع المرض على وجهها الطفولي الندي.