كان حديث المجلس عن وزارة التربية والتعليم في الفترة الوزارية السابقة ، كنا نتحدث - وغالبيتنا من المهتمين بهذا القطاع - عن أساتذة فضلاء وزملاء أعزاء كانوا من منسوبي هذه الوزارة العريقة والمهمة عند جميع الطبقات ولدى جميع الشرائح والفئات، وكانت لهم جهود متميزة في التطوير التربوي على وجه الخصوص، ومع ذلك طويت تلك الصفحة برجالها وملتقياتها ورحلاتها وتوصياتها وبمجرد جرة قلم، واندرست معالم المشاريع التي عملوا عليها سنوات سواء أكانت مشاريع تربوية أو تعليمية أو في مجال التدريب أو التخطيط أو... أو أنها طرحت من جديد دون أن يؤخذ بما كان عليها من تعديلات وملاحظات من قِبل من سبق، وكانت النتيجة حين التطبيق لا ترقى وطموحات القادة وتطلعات أولياء الأمور والطلاب!!، ولم يُلتفت حتى الآن لهؤلاء المختصين أهل الدراية والخبرة الذين ما زالوا قادرين على العطاء؛ الأمر الذي جعلهم ينتقلون مجبرين إلى الجامعات السعودية أو المدارس الخاصة، وهناك من استقر به المقام في مكان قصي عن مجال التربية والتعليم؛ إذ استقطبته مؤسسة من مؤسسات القطاع الخاص قائداً إدارياً ومطوراً تقنياً، وقد اضطر البعض للتقاعد المبكر حفاظاً على تاريخهم الإداري والتربوي الطويل وحرصاً على حفظ ماء الوجه مع زملائهم في الميدان التربوي.
إننا في مرحلة توجب تكاتف الجميع من أجل خدمة هذا الوطن المعطاء كل فيما يحسن ويختص به؛ فالزمن زمن التخصص، وهذا يوجب طبعاً وجود مراكز معلومات تتيح لكل إنسان التوصل والتواصل مع الباحثين والمختصين والمهتمين في الموضوع الذي يشغله ويبحث فيه أو يرغب الاستفادة من خدمات هذا الإنسان أو ذاك العلمية والعملية أينما كان وبسهولة ويُسر، كما أنها تعرف الوطن والمواطن بالكفاءات التي توجد سواء في الرياض العاصمة أو في جدة أو في الشرقية أو في بقية مناطق المملكة، ولا أعتقد أن هذا المشروع الوطني يهم وزارة التربية والتعليم أو وزارة الثقافة والإعلام فحسب، أو الجامعات والباحثين أو الطلبة والدارسين أو القادة والمنفذين بل هو سيحظى بمباركة ولاة الأمر الذين عودونا على تشجيع ودعم كل ما من شأنه الرقي بالوطن ودفع عجلة التنمية فيه، كما أنه سيلبي حاجة الكثير من الراغبين التواصل مع أهل الخبرة والاختصاص في جميع ضروب التنمية ومسارب البناء، وإلى لقاء، والسلام.