يوم كتبت عن أزمة المياه وواجبنا تجاهها.. وانعكاس هذه الأزمة أو هذا الفقر الشديد في المياه على الزراعة.. تلقيت اتصالات عدة.. كلها تتحدث عن مشكلة كبرى نعيشها وربما أكثرنا لا يشعر أننا إزاء أزمة شديدة خانقة اسمها (المياه)!!
** تفتح الكمبيوتر على شيء اسمه (المياه) فيقال لك.. إن الحروب القادمة لن تكون بسبب الأراضي ولا الحدود ولا الطامة ولا الاقتصاد ولا الثروات ولا الثقافات ولا الاستعمار لمجرد الاستعمار.. بل بسبب (المياه).
** سيكون هناك معارك وحروب سببها محاولة الحصول على المياه أو التعارك على المياه.
** نحن نعيش وسط صحراء قاحلة جداً.. صحاري وجفاف.. فلا أمطار ولا أنهار ولا أودية.. بل ربما تمر سنة أو سنتان وأكثر دون أن تهطل قطرة مياه واحدة.. ومع ذلك.. نحن نسرف في استخدام المياه.
** أحد المعقبين قال لي: إن وزير المياه (بح حلقه) بمعنى.. أصيب ب(بحة) في حلقه من جراء نصائحه المتلاحقة لنا.. يا جماعة.. (المياه.. المياه)..
** يحذر وينبه ويوضح ما نحن فيه ولكن.. لم يلتفت له أحد..
** ومشكلة بعضنا.. أنه يرى أن الأزمة مفتعلة.. وأننا مثل غيرنا.. وأنه لا خوف علينا من هذه المشكلة.. أو أنها لا تعد مشكلة.. أو كيف نفكر في شيء بعيد.. وكيف نخاف من شيء لم يحصل.. أو أننا نضخم الأمور.. وهكذا من الأمور التي تجعل هذه المشكلة الكبرى بعيدة عنا..
** أزمة المياه في بلادنا.. تكبر يوماً بعد آخر.. وتتعاظم يوماً بعد آخر..
** هناك مدن كبرى لا تشرب إلا بالوايتات.. تلك الوايتات التي تتنقل من بئر إلى أخرى بعد نضوب الأولى.. وهكذا تطارد الآبار واحدة بعد أخرى إلى آخر بئر فيها ماء.
** كم من الآبار جفت ونضبت؟
** كم من المناطق والمساحات الشاسعة لا يوجد فيها مياه؟
** كم من المدن تعيش على الوايتات؟
** ومع ذلك.. هناك من يتخيل.. أن المشكلة سهلة وبسيطة.. وأن الأمور محلولة..
** أغلب بلدان العالم التي لا تجري فيها أنهار.. تجري فيها أودية كثيرة أو ينزل عليها أمطار غزيرة في مواسم متعددة أو طوال العام.. أو ينزل عليها ثلوج.. وقليل جداً جداً من بلدان العالم صحراوية قاحلة لا أمطار ولا أنهار ولا سيول مثل بلادنا..
** الدولة وفقها الله.. تستشعر المشكلة وتبحث هنا وهناك عن حلول.. تخطط وترسم للمستقبل من كل وجه..
** الدولة.. أوجدت حلاً ملائماً.. لكنه وقتي.. وهو التحلية.. والتحلية لا تعني حل مشكلة المياه بشكل نهائي.. ولا الخلاص من المشكلة.. ولا أننا في وضع طيب من حيث وفرة المياه.. لكنه حل سريع للمشكلة.
** وهذا الحل.. يجعلنا أمام مسؤولية كبرى.. وهي المحافظة على هذه المياه المحلاة.. التي بذل في سبيل وصولها إلينا.. الشيء الكثير.. والمبالغ الباهظة.
** وهناك اتصالات تقول.. إن فاتورة المياه (بسيطة) مقارنة بالوضع المائي الصعب لدينا.. وتشدد على ضرورة البحث عن خطط واستراتيجيات للمحافظة على المياه من خلال تشجيع العقوبات على مهدري المياه أياً كانوا.. فيما تطالب بإعادة النظر إلى المزارع.. والاستراحات وسائر وسائل تبذير المياه.. وبالذات (غير المنتج).
** وهناك وسائل تقول.. انظروا إلى الكميات الهائلة المهدرة من المياه في محلات تغسيل السيارات وكأننا في بلد يقع على نهر كبير أو تجري فيه عشرات الأودية التي لا تتوقف.
** لكن الكثير من الرسائل أو الاتصالات تشيد بالخطوة الرائدة.. للاستثمار الزراعي في الخارج وتقول.. فوق أنها ستوفر الكثير من المياه في جوف أرضنا.. فهي أيضاً ستوفر لنا المنتج الزراعي بما يكفينا ولا تحتاج إلى غيرنا.. مع أنها تشدد بضرورة الانفتاح على أكثر من بلد حتى لا تقع ضحية ابتزاز بلد أو بلدين.
** هناك العديد من المقترحات حول ثروة المياه.. ولكنها كلها تشيد بخطوات معالي وزير المياه معالي المهندس عبدالله الحصين وتشيد بجرأته في هذا المضمار وتشد على يديه.