بوينس ايرس- واس
افتتح نائب سكرتير الأديان بوزارة الخارجية الأرجنتينية خوان لندابورو ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبو بكر بن أحمد باقادر بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهوريتي الأرجنتين والأورجواي عصام الثقفي ومستشار وزير التربية والتعليم الأرجنتيني اماوري سيلبا أمس الأول معرض الحرمين الشريفين ومعرض النخلة والتمور ومعرض الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يأتي ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية وذلك في مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الثقافي الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس.
وبعد قص شريط المعرض تجول الحضور ممثلين في أعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء ومديري وممثلي الجمعيات والمراكز والمنظمات والجالية العربية والإسلامية في الأرجنتين في أرجائه واستمعوا إلى شرح عن محتوياته والتي تتضمن تعريفاً بالحرمين الشريفين يوضح التوسعات التي تمت فيهما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وعمارتهما ومكانتهما الدينية وما يتصل بهما في الوجدان والانتماء الإسلامي إضافة إلى المخطوطات النادرة ذات القيمة التاريخية المهمة. كما شاهد الحضور معرضا عن النخلة والتمور يتناول كل ما يتصل بها من زراعة وإنتاج وصناعة وبيان أهميتها في الغذاء على مر العصور.
وتضمن المعرض وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مشاركة الهيئة بالعديد من الصور والكتيبات والمجسمات واللوحات والأفلام الوثائقية التي تصور تاريخ وحضارة وإرث المملكة العربية السعودية وتعرض إمكانياتها السياحية وثقافتها المتنوعة.
كما قدم معرض الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي سيكون معرضا دائما للهيئة في مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الثقافي الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس معلومات غزيرة ووثائق ودراسات تتعلق بتاريخ المملكة ومقوماتها السياحية المتعددة وخبراتها المتراكمة في هذا المجال. بعد ذلك أدى طلاب مدرسة مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الثقافي الإسلامي النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية ولجمهورية الأرجنتين.
ثم بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بكلمة لمدير مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الثقافي الإسلامي في بوينس ايرس سعد بن هليل الزويهري ثمن فيها مبادرة وزارة الثقافة والإعلام بإقامة هذه الأيام الثقافية في الأرجنتين واعتبرها خطوة غير مسبوقة للتواصل الثقافي والحضاري بين العالم العربي والإسلامي في أمريكا الجنوبية وفي الأرجنتين على وجه الخصوص.
وقال: (إن مركز الملك فهد الثقافي حينما أنشئ كان الهدف منه تعزيز أواصر المحبة والإخاء ليس بين المسلمين فحسب وإنما مع الثقافات والأمم الأخرى) مؤكداً دعوة المركز إلى التسامح والمحبة والإخاء بين كل الشعوب تأكيداً لرسالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للحوار بن أتباع الأديان في شتى بقاع العالم.
ثم ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهوريتي الأرجنتين والأورجواي عصام بن عابد الثقفي كلمة عبر فيها عن اعتزاز حكومة وشعب المملكة بخدمة الحرمين الشريفين التي تعد مهوى أفئدة المسلمين في شتى أرجاء العالم.
وقال: (إن هذا المعرض يعبر عن جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للعناية بالحرمين الشريفين وعمارتهما وتوسعتهما كما يعرف بالنخلة والتمور التي تشتهر بها المملكة ويضع الثقافات الأخرى أمام هذا الإرث والقيمة الكبيرة. وأشاد السفير الثقفي بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار للتعريف بالمملكة في هذا المعرض وما تعرضه من صور تحكي تطور المملكة ونهضتها. وشكر في ختام كلمته الحكومة الأرجنتينية على اهتمامها وعنايتها بالأيام الثقافية السعودية وتوفير كل السبل لإنجاحها. بعد ذلك ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبو بكر بن أحمد باقادر كلمة أكد فيها أهمية إقامة مثل هذه المعارض الثقافية لما تحمله من رسالة حب وسلام ومودة وإخاء بين الشعوب. وبين أن وزارة الثقافة والإعلام تسعى للتعريف بالمشهد الثقافي والحضاري الموجود في المملكة وتسعى للتواصل بين الثقافات لأنه أمر محمود ومطلب منشود فضلا عن كونه لازماً وأمراً واقعاً لا مفر منه وذلك لأن التواصل الثقافي الرشيد يتجاوب مع طبيعة الثقافة العربية الإسلامية التي تؤمن بوحدة الإنسانية وصدورها عن أصل واحد، وإنّ تعدد الشعوب وتنوعها مدعاة للتعارف والتواصل لا الصراع. فالثقافة الإسلامية قد مارست هذا التواصل فعلاً دون عنصرية أو جمود وأفادت منها في فترات ازدهارها دون تردد. بعد ذلك تبودلت الهدايا التذكارية بهذه المناسبة. وقد عبر عميد السلك الدبلوماسي العربي في جمهورية الأرجنتين سفير الجمهورية اللبنانية الدكتور هشام عبد الرحمن عن اعتزازه والسفراء العرب بالأيام الثقافية السعودية في جمهورية الأرجنتين. وقال في تصريح عقب حفل افتتاح المعرض: (إنني أعتبر هذه الأيام الثقافية السعودية تتويجا لجهود عشرات السنين من السفراء والقناصل العرب في سعيهم لإيصال الصوت والثقافة العربية للرأي العام في الدول اللاتينية وعلى الأخص الأرجنتين). وقال عميد السلك الدبلوماسي العربي: (إن فعاليات الأيام الثقافية السعودية المتنوعة تعبر عن الواقع الحقيقي للتنوع الثقافي الشامل لجميع المناطق المملكة) مشيراً إلى أن الأرجنتينيين يجهلون الجانب الثقافي السعودي ويعرفون فقط الجانب السياسي والاقتصادي. وأشار إلى أن العروض الفنية السعودية والمعارض المتخصصة شكلت صورة مميزة للثقافة العربية والخليجية والسعودية. وأضاف: (إن التميز الذي حظيت به الأيام الثقافية السعودية يأتي تتويجا لتميز السعودية السياسي والاقتصادي حيث تمثل أحد ركائز إصلاح الاقتصاد العالمي من خلال تواجدها القوي والمؤثر في مجموعة العشرين بمشاركة الأرجنتين).
يذكر أنه قد أقيم اليوم عرضان للفنون الشعبية والموسيقى التقليدية قدمته فرق الفنون الشعبية السعودية في كل من حدائق روسيدال ومدينة لابلاتا وشهد تفاعل الحضور وإعجابهم الشديد بهذه الفنون الشعبية المميزة.
ومن المقرر أن تتواصل الفعاليات عصر الغد بإقامة عرضين للفنون الشعبية يقام الأول في ميدان مايو والثاني أمام كلية الحقوق في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس.