Al Jazirah NewsPaper Monday  10/08/2009 G Issue 13465
الأثنين 19 شعبان 1430   العدد  13465

تاكيو ونحن والألمان..!
ماجد بن ناصر العُمري

 

سافر (تاكيو أوساهيرا) إلى ألمانيا لتعلم صناعة المحركات وذلك من خلال بعثة دراسية حصل عليها من بلاده (اليابان) وبعد 17 عاماً من الجد والجهد والصبر والإبداع استطاع صناعة أول محرك ياباني والذي قال عنه إمبراطور اليابان عند سماعه لصوته: (إن هذه أعظم مقطوعة موسيقية سمعتها في حياتي).

يقول لي أحد كبار السن أن والده -رحمه الله- كان إذا أراد أن يصف جهازاً بالجودة قال إنه (جَرمِلي) ويقصد بها (germany) رغم أنه لا يعرف معنى هذه الكلمة وربما كان الجهاز صناعة تايوانية.

ويحق لي أن أتساءل حول معنى الجودة بالنسبة لنا (quality).

ولنا أن نتأمل في تصرفاتنا في تقديم أعمالنا، فالجودة ليست في المنتج الصناعي فقط، بل في تقديم الخدمة الجيدة، وفي التعامل الجيد مع عملائنا وزملائنا ومراجعينا، وحتى في التعامل مع أقاربنا والمجتمع، ولو تأملنا في تعامل وكلاء السيارات أو عاملي المطاعم، أو مندوبي الشركات، لوجدنا أن غالبيتهم يريدون البيع فقط (أي النظر لما تحت أقدامهم فقط)، وبعض البائعين لا يهمه إن باع أم لا، فراتبه سيحصل عليه!.. والبعض محتكر، ولاشك أن كل واحدٍ منا لديه عشرات القصص والمواقف التي تؤكد غياب مفهوم الجودة لدينا.

يقول لي رئيس إحدى الشركات الكبرى: (إن أكبر مشكلة يواجهها في عمله هي غياب مفهوم الجودة بالنسبة لدى موظفيه السعوديين والعرب)، وفي الحقيقة أن هنالك ماهو أدهى وأعظم والموجود لدى الكثير من موظفي القطاع الحكومي، وهو إن الهم الوحيد لديهم هو أن يتضح أن الموظف قد قام بواجبه فقط، ولا يهمه إن لم يتحقق الهدف، وقد واجهت ذلك كثيراً فقد عمل لدينا عدة أشخاص من منسوبي القطاع الحكومي في الفترة المسائية ولم يكن يهمهم إلا أن نعلم أنهم حاولوا ولا يبالون بتحقيق الهدف نهائياً، والأدهى من ذلك أنه كان لدينا عدد من الشباب الجيدين وبعد أن عملوا في القطاع الحكومي وصاروا يعملون لدينا في الفترة المسائية أصيبوا بنفس الفايروس! وصاروا لا يبالون إلا أنهم عملوا وليس تحقيق الأهداف والإنجاز هو الأهم.

لذلك، على مدراسنا وجامعاتنا أن تعيد النظر في ما تعلمه لأبنائنا، وليكن هنالك منهج في (الجودة) بمفهومها الشامل، ولنستذكر سوياً أن جميعنا يعرف هذا الحديث جيداً وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يُحبُ إذا عَمِلَ أحدُكُم عَمَلاً أن يُتقنه) ولكن كم منا من يطبّق القيمة السامية والعظيمة في هذا الحديث؟!..

وقديماً قال أبو الطيب:

ولم أرَ في عُيوبِ الناسِ عَيباً

كَنقصِ القادرينَ على التمامِ

ونحنُ القادرون على التمام والكمال الإنساني بإذن الله.

كاتب ورجل أعمال

majed@alomari.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد