Al Jazirah NewsPaper Monday  10/08/2009 G Issue 13465
الأثنين 19 شعبان 1430   العدد  13465
حديث المحبة
ثلاثون خيارا.. أي خيار هذا يا جامعة الملك سعود؟!
إبراهيم بن سعد الماجد

 

قد أكون من أشد المعجبين بجامعة الملك سعود ومديرها النشط الدكتور عبدالله العثمان وأركان إدارته الذين أثبتوا لنا وللعالم أجمع بأن أبناء هذا الوطن قادرون بتوفيق الله على المنافسة والحصول على أعلى المراتب العلمية، وأنهم أهل لتبوؤ هذه المراتب عن جدارة.

وخلال السنوات الأخيرة كان لهذه الجامعة نقلات نوعية في كل شهر لا في كل سنة، أثلجت بها صدور كل مواطن يهمه أن تكون مؤسسات العلم في هذه البلاد ذات مستويات عالمية بحق.

نشاط محلي وآخر دولي حققا لهذه الجامعة هذه السمعة الحقيقية التي لا نبالغ ونقول: إن الوطن جنى ثمارها ولكننا نقول: إن الوطن سيجني - بإذن الله - ثمارها خلال السنوات القادمة، فالعلم لا يمكن أن تكون ثماره آنية وإنما تظهر خلال سنوات من العطاء والنماء المتواصل لمؤسساته.

ولكن الشيء الذي أفزعني بحق وخلال محاولة ابني (عبدالملك) التسجيل في هذه الجامعة من خلال الموقع الالكتروني المخصص هو مطالبة الجامعة الطالب بتسجيل ثلاثين رغبة..!! مما يعني تشتتا للطالب وضياعا حقيقيا ساهمت الجامعة فيه بشكل مباشر، وأيضا إزعاج للجامعة في قابل الأيام الذي أعرفه أن رغبات الإنسان مهما كان لا تتجاوز الثلاث أو الأربع بأي حال من الأحوال، أما أن تكون ثلاثين فهذا لا يقبله أي عقل أو منطق، ولا يمكن بأي حال من الأحوال خيار حقيقي يمكن أن يعتبر هو الرغبة القريبة من ميول هذا الطالب فالفرق كبير بين الخيار الأول والأخير.

إن قضية الأمس التي تجبر الجامعة طلابها على ارتكابها اليوم هي قضية التخصص، فبالأمس كنا نتحدث عن عدم إدراك الطالب التخصص الذي يناسبه، واليوم تأتي الجامعة لتساهم مساهمة مباشرة في إيجاد جيل بلا هوية علمية، فهو لا يعدو أن يكون حاملا لورقة يقال عنها شهادة جامعية ليس إلا..!!

لقد سئمنا من هؤلاء الطلاب الذين يحملون ملفاتهم ويطوفون على مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص يبحثون عن وظيفة وهم يحملون مؤهلات جامعية لكنهم لا يحملون علما يؤهلهم للعمل.

فهل تعيد جامعتنا العريقة النظر في هذا الأمر المزعج وتتدارك هذا الخطأ وتفتح المجال للتسجيل من جديد لهذا العام، فالعودة للحق خير من التمادي في (الباطل) وهنا من التمادي في الخطأ.



almajd858@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد