Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/08/2009 G Issue 13463
السبت 17 شعبان 1430   العدد  13463
التنمية في سباق القرية والمدينة!

 

العلاقة المتوترة بين المدينة والقرية مثلت مصدر إلهام أدبي على مر العصور وما تزال، وقد انخرط الأدباء في سياق مواجهة البشرية للاندفاع تجاه تأسيس مجتمعات الإنتاج الصناعي الوفير -والذي أسس للمدن الضخمة- وأسهم الكثير منهم في تنقية القرية من كثير مما علق بها من آثار تلك المرحلة والتي جعلت على حد وصف إحدى الحائزات على جائزة نوبل ذكاء القرويين مصدر تسلية لأبناء المدن. وازدادت شعلة هذا الحماس ليحصروا مصدر الصفاء الذهني ومركز التواضع الفكري الذي تقوم عليه المعرفة العميقة في القرية وحدها.

ومع بزوغ عصر العولمة واتساع دائرة الاتصالات والتواصل باتت القرية العالمية مصطلحاً أكثر توصيفاً للمصالحة بين المدينة والقرية وأصبحت الخطط التي تنتهجها الدول لمحاصرة التدفق البشري من القرى للمدن أكثر قابلية للإقناع والتطبيق وقد شهدنا خلال السنوات الأخيرة في المملكة نمواً مطرداً في المدن والمراكز الحضرية الكبرى على حساب القرى والمدن الصغيرة وبحسب دراسة حديثة لأحد الباحثين أن المهاجرين من القرى هم الأفضل تعليماً والأصغر سناً من غير المهاجرين فيها؛ مما يعني فقدان تلك المناطق لأفضل كوادرها البشرية، موصية بتشجيع الاستثمار في تلك المناطق الطاردة لخلق التوازن والأمانة تقتضي الاعتراف بجهود كبيرة تبذلها المملكة في سبيل تطوير القرى والحد من الهجرة إلى المدن غير أن تطوير البيئة الاستثمارية في تلك المناطق بات أمراً ملحاً مع تحولات الاقتصاد الوطني نحو دور أكثر فاعلية تجاه القطاع الخاص، إذ إن خلق البيئة الملائمة للاستثمار في تلك المناطق لن يسهم فقط في الحد من هجرة أبنائها، بل في تأسيس علاقات اقتصادية وتجارية راسخة ستسهم في تعزيز التواصل بين أبناء الوطن واستثمار التنوع الجغرافي والبيئي الذي يملكه هذا الوطن الكبير والذي يعد أحد أهم مصادر قوته. كما ستسهم مثل هذه البيئة في تفعيل سباق تنموي بين المدينة والقرية يصب في مصلحة الوطن.

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد