Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/08/2009 G Issue 13463
السبت 17 شعبان 1430   العدد  13463
اعتبروها خلاصة كل قول.. عدد من الخبراء والسياسيين العرب:
رسالة خادم الحرمين الشريفين خطة طريق للمصالحة الفلسطينية

 

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج - دينا عاشور - ضياء عبد العزيز

اعتبر عدد من الخبراء والسياسيين أن الرسالة التي أرسلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الفلسطينيين بأنها تمثل كلمة حق صادقة يجب على الإخوة الفرقاء في فلسطين أن يعوها جيداً، وأن يتفهموا أهميتها وأهمية الرجل الذي صدرت عنه والمكان الذي خرجت منه والقضية التي تحدثت بشأنها، وشدد الخبراء على أن رسالة المليك هي خلاصة كل قول، وليس هناك بعد ذلك نقاش أو جدال، موضحين بأن أي مراوغة عن الوحدة بعد ذلك، تعد خروجاً عن إجماع الأمة بأن الصلح أصبح واجباً لا مناص عنه.

وأشار الخبراء إلى أن موقف خادم الحرمين الشريفين من القضية الفلسطينية وجهوده المبذولة من أجلها معروف للجميع وخير دليل على ذلك ما قدمه المليك دولياً وإقليمياً وعربياً للقضية وموقفه الرافض دوماً لأي تطبيع مع العدو الصهيوني إلا بعد تنفيذ مبادرة السلام العربية التي وضع المليك لبناتها الأولى ثم صارت بعد ذلك رؤية عربية موحدة ومتفقاً عليها من الجميع ومعترفاً بها دولياً على أساس أنها الحل الأمثل للصراع العربي الإسرائيلي واعتبر الخبراء أن رسالة خادم الحرمين جاءت معبِّرة بصدق عما يجيش في صدر كل عربي ومسلم غيور يتطلع إلى وحدة الصف الفلسطيني، مثمنين جهود جلالته في إنهاء الخلافات العربية من أجل أمة واحدة لمواجهة التحديات الدولية والإقليمية.

المليك حريص على الوحدة الفلسطينية

من جانبه قال السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين إن كلمات خادم الحرمين تؤكد حرص المملكة الدائم على وحدة الصف الفلسطيني وحماية المصالح العليا للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن المملكة التي قامت بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة ليس بغريب عليها ما تقوم به الآن من جهود تجاه القضية الفلسطينية خصوصاً أن ذلك واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية.

وأضاف صبيح أن الرسالة سيكون لها بالتأكيد تأثير كبير في جميع أعضاء الحركة وكذلك الموضوعات المطروحة للمناقشة، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي هو المستفيد الأول من زيادة فجوة الخلافات بين الأشقاء الفلسطينيين، وأن الخلاف الفلسطيني يضع المزيد من العقبات والعراقيل أمام قيام الدولة الفلسطينية.

نزاهة الدور السعودي

من جهته أشاد الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق بخطاب خادم الحرمين، مشيراً إلى أنه لافتة مهمة من جلالته حتى يفيق الفلسطينيون من غفلتهم وانقسامهم الذي يُشكِّل الخطر الأكبر على القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الخطاب استمرار للدور السعودي المعروف الذي يهدف إلى لمِّ الشمل الفلسطيني، وامتداد لرعاية خادم الحرمين للمصالحة الفلسطينية في مؤتمر مكة الذي وضع الأسس الحقيقية لالتئام الصف الفلسطيني، إلا أن ظروفاً كثيرة أدت إلى عدم تفعيل هذه القواعد، لافتاً إلى التعاون المصري السعودي لحل القضية الفلسطينية، والخطابات المتبادلة بين خادم الحرمين الشريفين وشقيقه الرئيس محمد حسني مبارك التي تركز دائماً على أهمية وحدة الصف لتمثل صوت العالم العربي والإسلامي أجمع.

وتطرق الأشعل في كلامه للدور السعودي في القضية الفلسطينية حيث أوضح أن المملكة قد أصبحت اللاعب الأساس في الساحة العربية والإسلامية برضا وموافقة الأطراف العربية الأخرى التي باركت الجهود السعودية، ولذلك لا تشعر هذه الأطراف بأن المملكة تنافسها أو أنها تحل محل أي طرف، وإنما القصد في نهاية المطاف هو إطفاء الحرائق الفلسطينية التي خرجت عن كلِّ الحسابات الوطنية والإقليمية، ومما يُسعد أن تصبح أرض الحرمين قبلة دينيةً وملاذًا سياسيّاً.

قول يُلخص هموم القضية

من جانبه أكد المستشار عبد العليم الأبيض المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الجامعة العربية على ثقة من أن كلمات خادم الحرمين قد جاءت في وقتها وأن الفلسطينيين يحتاجون الآن أكثر من أي وقت مضى مثل هذه الكلمات التي تبث جذور الثقة والتفاهم بين جميع الأطراف حتى لا تدع أي فرصة للاحتلال لاستغلال المواقف وإشعال الفتنة بين الصف الفلسطيني الذي هو الآن في أكثر الأوقات احتياجاً للوحدة، مشيراً إلى أن هذه الدعوة تأتي من قائد له دور بارز ومميز في الدعم المستمر لنصرة القضية الفلسطينية، مشدداً على عدم وجود مبررات لتفاقم الخلافات والبغضاء بين الأشقاء الفلسطينيين، وقال الأبيض إن قول المليك: إن الدولة الفلسطينية لن تقوم في ظل الانقسام إلى شيع وطوائف حتى لو حظيت بالدعم من العالم أجمع، هو قول يلخص القضية والمطلوب من الأطراف المعنية.

حتمية وحدة الصف

من جانبه رحب محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين برسالة خادم الحرمين مشدداً على ضرورة أن يغتنم الفلسطينيون الفرصة وأن يعملوا جاهدين من أجل توحيد الصف.. وثمَّن المرشد المجهود الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين لتقريب وجهاتِ النظر بين الطرفين، ودعا عاكف كافة الفصائل الفلسطينية بأن تتخذ من هذه الرسالة نقطة انطلاق لحقن الدم الفلسطيني، وتوحيد جهودها لتحرير المسجد الأقصى الأسير، والعمل بشكل جماعي لخدمة القضية المركزية للأمة، وهي القضية الفلسطينية وجدد عاكف مطالبته القادةَ والحكام والرؤساء العرب والمسلمين بتقديم كافة صنوف الدعم للشعب الفلسطيني في مواجهة الأخطار التي تُحاك بالقضية الفلسطينية، ودعمها لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني الذي ضرب مثالاً نادراً في التضحية والصبر والثبات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد