Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/08/2009 G Issue 13463
السبت 17 شعبان 1430   العدد  13463
انحدار مفاجئ للسيولة دون مستوى الثلاثة مليارات ريال
مثبطات السوق تبدو منطقية والتراجع غير مقلق

 

د. حسن الشقطي(*)

أغلق مؤشر السوق هذا الأسبوع عند مستوى 5770 نقطة خاسراً ثماني نقاط، الأمر الذي يعبر عن أن السوق لم يمر بتغيرات جوهرية هذا الأسبوع.. وقد اتسمت حركة المؤشر خلال الأسبوع بحالة من الضعف بحيث تحرك في مسار تذبذب ضيق ما بين 5768 إلى 5818 نقطة، كما تميز الأسبوع بانحدار مستوى السيولة المتداولة إلى ما يقل عن مستوى 3 مليارات ريال، وهو مستوى متدنٍ لم يتكرر إلا في أحلك الظروف التي مر بها السوق.. وإذا كان هذا الأسبوع قد أغلق على هذا التراجع الحاد في السيولة المتداولة، فكيف يتوقع أن يكون وضع السوق خلال الأسبوعين المقبلين؟

مسببات التراجع في السيولة المتداولة

اتصف هذا الأسبوع بتراجع حاد في السيولة المتداولة حيث كسرت مستوى الخمسة مليارات الذي تحدثنا عنه في الأسبوع الماضي إلى مستويات ما بين الثلاثة والأربعة مليارات ريال، إلا أن المفاجأة كانت في تداولات اليوم الأخير من الأسبوع عندما وصلت هذه السيولة إلى مستوى 2.9 مليار ريال.. إلا أن هذا التراجع لا يبدو مخيفا أو مقلقا لطبيعة الفترة التي يمر بها السوق.. حيث تعج هذه الفترة بمثبطات تبدو منطقية في تفسير هذا الضعف في حركة التداول، فبداية هي فترة الإجازات الصيفية التي يبدو الجميع قد غادر السوق سواء بسفر أو من دون سفر.. ثم إن هذه الفترة يستعد الجميع فيها لاستقبال رمضان المبارك الذي يهدأ فيه التداول.. أيضاً لا تزال غيوم الأزمة المالية العالمية تسيطر على أي ميول انتعاشية عند المتداولين أو حتى المضاربين.. أيضاً السبب الأهم هو عدم وجود محفزات إيجابية يمكن الاهتمام بها لخلق أي مسارات صاعدة تشجع على دخول سيولة جديدة.

توقعات باستمرار التذبذب الضيق

خلال شهر يوليو اتصفت حركة التداول بحالة من الفتور على الرغم من أن الشهر رافق إعلانات نتائج الشركات، وعلى الرغم من أنه على مستوى قطاع البتروكيماويات والمصارف اتصف هذا الشهر بحالة من التذبذب المتسع إلى حد ما إلا أن حركة المؤشر لم تشهد تغيرات كبيرة بدليل أن حجم التذبذب في مؤشر السوق لم يكن بالشكل المعتاد في شهر نتائج أعمال الشركات، فمدى المؤشر تراوح بين 5407 إلى 5839 نقطة.. ويعد هذا السيناريو هو الأقرب إلى التحقق خلال شهر أغسطس الذي يتوقع أن تزداد فيه حدة الفتور لحركة التداول.

استمرار الأرباح المضاربية لأسهم التأمين

سجل سهم الراجحي للتأمين أرباحاً كبيرة بلغت 732.5% خلال 18 يوم تداول، وهي أرباح تعد امتداداً للأرباح الفلكية التي كانت حققتها أسهم التأمين خلال العام الماضي.. الغريب أن هذا السهم بدأ يسجل زيادات في القيمة المتداولة بشكل واضح حتى أدرج ضمن أعلى ثلاثة أسهم من حيث القيمة المتداولة خلال يوليو على الرغم من أنه لم يدرج سوى في 13 يوليو وليس من أول الشهر.. بعضهم يسعى لتفسير ذلك بأن هذا السهم قد ينال اهتماماً أعلى من نظرائه من أسهم التأمين الأخرى، وربما بعضهم يشبهه بأسهم المصارف في السلوك السوقي.

المثبط الجديد

يعد الانتشار المزعج لإنفلونزا الخنازير أحد أبرز المثبطات التي يتوقع أن تؤثر سلباً في الأسواق المالية خلال الفترات المقبلة وخصوصاً في أسواق الدول الإسلامية التي تستعد لاستقبال شهر رمضان.. فإذا كانت شهور رمضان السابقة هي شهور ركود لتداولات الأسهم، فإن شهر رمضان الوافد هذا العام يتصف بعنصر سلبي جديد وهو مخاوف السفر والتنقل في الدول الإسلامية بسبب مخاوف العدوى من إنفلونزا الخنازير.. وقد بدأ يتضح التأثير السلبي لهذا المرض في قطاعات السياحة والسفر وخصوصاً إذا تحدثنا عن الحج والعمرة.. لذلك، فإن الشهور القليلة المقبلة قد يكون هذا المؤثر أكثر تأثيراً من غيره من المثبطات الأخرى.

(*) محلل اقتصادي


hassan14369@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد