Al Jazirah NewsPaper Saturday  08/08/2009 G Issue 13463
السبت 17 شعبان 1430   العدد  13463
جمعت ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لتصنيع قنبلة ذرية
إيران دولة نووية خلال خمسة أعوام

 

فيينا - رويترز

بعد انتصار قيادة إيران المتشددة وسيطرتها على الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات يبدو برنامجها النووي على الطريق للوصول إلى القدرة على إنتاج القنابل تحت سمع وبصر مفتشي الأمم المتحدة بعيداً عن مبادرات الولايات المتحدة لإجراء محادثات. وتتراوح تقديرات الغرب للمدة التي يمكن أن تستغرقها إيران لتصبح دولة نووية بين ستة أشهر وخمسة أعوام ويرجع هذا التباين إلى الغموض السياسي الذي تتسم به ايران ومقاومتها للاختراق المخابراتي.

وقال دبلوماسيون: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تحرز تقدماً في إقناع ايران بالسماح بمراقبة اوسع نطاقا لمحطتها لتخصيب اليورانيوم الآخذة في التوسع بسرعة لضمان عدم تحويل المواد لتستخدم في أغراض التسليح. ويشير محللون إلى أن ايران جمعت ما يكفي من اليورانيوم منخفض التخصيب لإخضاعه لمزيد من التنقية ليصل إلى المستوى عالي التخصيب اللازم لتصنيع قنبلة.

وقفز معدل الإنتاج مع ارتفاع عدد أجهزة الطرد المركزي ثمانية أمثال على مدار العام المنصرم. ويقول دبلوماسي بارز من غرب اوروبا معتمد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الزيادة المستمرة في إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب في نطنز تمثل تقدماً على مسار يمكن أن ينتهي إلى امتلاك ايران القدرة على إنتاج سلاح نووي.

وتقول إيران إنها لا تريد إلا طاقة نووية سلمية حتى يتسنى لها تصدير مزيد من النفط. لكنها تخزن اليورانيوم منخفض التخصيب دون وجود محطات للطاقة النووية لتستهلكه وقد حدت من نطاق عمليات التفتيش.

وانهارت آمال الغرب في إيران أكثر اعتدالاً مستعدة للتفاوض على الحد من أنشطتها النووية والقبول بمراقبة أكثر صرامة من وكالة الطاقة حين أخمدت المؤسسة الدينية اضطرابات شعبية بشأن مزاعم عن تزوير في انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو حزيران وقادت إلى تنصيب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية يوم الأربعاء.

ويقول ديفيد اولبرايت وهو رئيس مؤسسة بحثية أمريكية تراقب الانتشار النووي ايران لا تستجيب لطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاصة بالشفافية.

إيران ترى هذا جزءاً من المفاوضات مع القوى الكبرى. إلى أن يكون هناك بعض منها (المفاوضات) لن يفعلوا أي شيء. وقالت وكالة الطاقة في يونيو: إن محطة نطنز تتجاوز قدرة المفتشين على مراقبتها بكفاءة أي التحقق من عدم حدوث اي انحرافات عن التخصيب السلمي.

وكان هناك حينذاك نحو خمسة آلاف جهاز للطرد المركزي لتخصب اليورانيوم كما كان يجري تركيب 2400 جهاز آخر في نفس وحدة الإنتاج تحت الأرض. وربما ستكون الدفعة التالية قد بدأت بتنقية الوقود النووي على مدار الساعة بحلول موعد إعداد التقرير القادم لوكالة الطاقة في أواخر اغسطس فضلا عن تجهيز عدد مماثل لتركيبه. وقال مسؤول بالأمم المتحدة طلب عدم نشر اسمه: هذه المحطة قيد الإنشاء وتعمل في الوقت نفسه وهذا وضع غير مألوف للغاية بالنسبة للمراقبين. لهذا يجب على وكالة الطاقة التكيف لتكون لديها صورة كاملة لنقاط التغذية والناتج وتقوم بتعديل وإضافة كاميرات. ولتحويل التخصيب إلى أغراض التسلح سيكون على إيران إعادة معايرة أجهزة الطرد المركزي لتنتج يورانيوم عالي التخصيب وتحول هذا اليورانيوم إلى فلز ثم تعمل على تصغير حجمه ليركب في رأس حربي. ومن غير المرجح بشدة أن تقوم ايران بذلك في محطة نطنز لأن من شبه المؤكد أن وكالة الطاقة ستلاحظه وتدق جرس الانذار. لكن لا يحق لمفتشي الأمم المتحدة التجول في اي مواقع غير المواقع النووية المدنية المعلنة من جانب ايران. ويجعلهم هذا غير قادرين على التحقق من أن ايران ليس لديها مشروع نووي عسكري مواز في مكان ما بهذه الدولة الشاسعة الخاضعة لسيطرة أمنية محكمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد