من المؤكد أن منهج البحث العلمي التاريخي لا يعتمد في إثبات صحة المعلومة وتوثيقها على الرواية الخاوية من مصادرها العلمية الرسمية وغير الرسمية الموثقة أو (حكاوي القهاوي)!! كما يقول المؤرخ الرياضي الكبير الزميل محمد القدادي.. إنما تتجلى مصداقية الرواية وتبنى قواعد نقل المعلومة بالوثائق والحقائق المثبتة، كما هو متفق عليه في ميدان العلوم الإنسانية وعند الباحثين أو المؤرخين.. فمن السهولة أن يتحدث الآخرون عن أحداث وتحولات ومعلومات تاريخية لكن من الصعوبة بمكان العمل على إثباتها في قالبها العلمي إلا بوجود الوثائق والمستندات العلمية، وربما نجد أن المؤرخين الرياضيين المتخصصين تحديداً هم من يجسدون هذه الحقيقة الدامغة وفق الأطر والأساليب والمنهجية المتبعة عند سرد أو نقل المعلومة التاريخية من مصادرها التوثيقية وأبوابها العلمية.
* في يوم الجمعة الماضية قرأت اللقاء التاريخي المنشور عبر الزميلة الرياض للشبابي المخضرم (محمد جمعة الحربي)، تحدث فيه عن دعم الأمير (ماجد بن سعود) - رحمه الله - لنادي الشباب قبل أكثر من أربعة عقود زمنية.. وأكد أن الأمير الراحل لم يرأس النادي طوال تاريخه. وجاء هذا الإيضاح من (ابن جمعة) رداً على ما ذكره نجم الشباب في الثمانينيات الهجرية (محمد بن عاتق) للجزيرة من أن الأمير (ماجد) ترأس الشباب في أوائل الثمانينيات، وهو بذلك يتفق مع قول رئيس الشباب السابق الراحل عبدالله بن أحمد - رحمه الله - الذي سبق وأن أكد للجزيرة أن الأمير ماجد بن سعود كان من ضمن رؤساء نادي الشباب وأبرز شخصياته في اللقاء التاريخي المنشور معه في 23-9- 1420هـ. أعود إلى الشبابي المخضرم العزيز (أبو حامد) ولقائه الأخير في صفحة نجوم الأمس الرياضي.. وأؤكد أن الحديث بلا حقائق مثبتة أو مصادر موثقة لا يمكن أن يصل (بقطار الحقيقة) إلى محطة الإثبات وصحة المعلومة، حتى التعقيب التاريخي الذي نشرته الجزيرة للشبابي المخضرم محمد بن عاتق الذي تطرق فيه إلى حدث تاريخي تمثل في حضور جلالة الملك سعود - طيب الله ثراه - للقاء الودي الذي جمع فريقي الشباب برئاسة ماجد بن سعود والناصرية برئاسة الأمير منصور بن سعود، وذكر - ابن عاتق - أن الملك الراحل أهدى كل لاعب ساعة ثمينة بعد تعادلهما في اللقاء الودي الذي جمعهما في ملعب الصائغ، وكان يرأس النادي آنذاك الأمير ماجد بن سعود -على حد قوله.. فمثل هذا التضارب التاريخي وإرهاصاته وعدم وضوح الحقيقة الدامغة أتصور أن الأمير الرياضي (منصور بن سعود) يملك مفاتيح هذه الحقائق ومستنداتها الموثقة باعتبار أنه شقيق الأمير الراحل فضلاً عن معايشته لكثير من الأحداث الرياضية التاريخية عن كثب.. وهو الذي قضى في الرياضة نصف قرن من الزمن. والأكيد أن سموه سيوضح للجميع أموراً ويكشف معلومات ربما لم تذكر على الساحة الرياضية مدعومة بلغة الوثائق والصور النادرة.. نتمنى كباحثين تاريخيين ومهتمين بهذا الحقل الخصيب أن يطلعنا الأمير الرياضي المخضرم على تفاصيل وملامح تلك الأحداث لأن الوصول إلى بوابة الحقيقة والوضوح ووقوفها على قدميها.. تحتاج إلى وثائق ومستندات تاريخية.
الأكاديميون يوثقون التاريخ!!
* قدم الباحث في التاريخ الرياضي الأستاذ (نبيه ساعاتي) نموذجاً رائعاً في التفاعل والتعاطي مع القضايا التاريخية بأسلوب مهذب ومرتب يعتمد ويتكئ على المنهج العلمي المطلوب في السجال التاريخي المدعوم بالحقائق والوثائق وبطريقة حضارية تنمّ عن لغة راقية وفكر متخصص.. كشف خلالها حقيقة التاريخ التأسيسي للنادي الأهلي ومؤسسه.. فقد أكدت وثائق (الساعاتي) التي نشرتها (الجزيرة) مؤخراً أن النادي الأهلي المخضرم تأسس عام 1357 وليس كما زعم البعض في (1355) وعلى يد مؤسسه الراحل حسن شمس - رحمه الله. يقول الزميل العزيز.. إن (شمس) عزم على الانفصال تماماً عن الاتحاد ليستقل بالنادي الأهلي الذي أسسه وذلك في الخطاب الذي حرره إلى حمزة فتيحي - رحمه الله - بتاريخ 18 شوال 1357، وهذا القول المدعوم بالوثيقة التاريخية المثبتة ونشرتها (الجزيرة) يؤكد صحة ما طرحته عبر هذه الزاوية.. رداً على الزميل (عبدالله جار الله المالكي) حول مؤسس النادي الراقي عندما أصر على أن (الفتيحي) هو مؤسس الأهلي.. هكذا يكون منهج الحوار الراقي وأسلوب النقاش العلمي الذي من المفترض أن يتحلى به كل من دلف بوابة التوثيق التاريخي بعيداً عن لغة التعصب والميول والمزاجية المتقلبة التي تكشف إفلاس صاحبها فكراً وعلماً وثقافة.. أما منهجيته وطرح (الساعاتي الثالث) الموضوعي الموثق بكل أريحية ومصداقية.. فقد أثبت أنه من أسرة متخصصة في كتابة التاريخ الرياضي والتوثيق العلمي الرصين، لذلك دائماً هذا البيت لا يأتي إلا بالمعلومة الحقيقية.
***
* التخبطات الإدارية والقرارات الارتجالية في نادي الرياض.. تتطلب تدخل رمز المدرسة ورئيس هيئة أعضاء الشرف.. الشيخ عبدالعزيز بن عسكر لمعالجة الخلل وإيقاف مسلسل التفريط بالمواهب الواعدة التي انتهجتها إدارة المدرسة بطريقة سافرة..!!
* في خضم العولمة الاحترافية والثورة الاستثمارية والصناعة الرياضية.. أصبح من الأهمية بمكان فتح وتوسيع بوابة الابتعاث للتخصصات العلمية الرياضية.. للنهوض بالفكر الرياضي ومواكبة لمتطلبات ومكونات المرحلة الحالية.
* (الكاتب) الذي احترف في جمع القصاصات الصحفية.. وينتهج أسلوب الهجوم كعادته فضّل الانسحاب من مواجهة الكبار لعدم قدرته على مجاراتهم في مضمار التوثيق التاريخي والإثبات العلمي لضعف لياقته العلمية ورسوبه في الدور الثاني..!!
* حكمة: سئل (لقمان الحكيم) ممن تعلمت الحكمة..؟ قال من الجهلاء.. قالوا كيف..!؟ قال كلما رأيت فيهم عيباً تجنبته..!!
المحرر : k-aldous@hotmail.com