** في إطار الحوار الموضوعي القائم مع أخي العزيز جداً عبد الله جار الله المالكي الذي يدَّعي أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لم يتول مسؤوليته كمدير عام لرعاية الشباب إلا في 18-10- 1388هـ.. وأوضحت له خطأه وقلت له إنه تولى منصب مدير عام رعاية الشباب في 12-10- 1386هـ.. رد أبو طارق في عدد الجزيرة الصادر يوم الاثنين 12-8-1430هـ مدعماً بوثائق كلها صحيحة 100% لكن قراءته لها ووضعها في سياقها التاريخي والحقيقي الذي تم ليس صحيحاً أبداً وهذا هو ما أُحذر منه دائماً وأُركز عليه، بوجوب أن يكون المؤرخ على اطلاع ومعرفة بأحداث ووقائع العهد والمرحلة التي يؤرخ لها، ليس فقط في الجانب المختص، ولكن في كل الجوانب السياسية والاجتماعية، الأدبية والقانونية... إلخ، ويكون ملماً كذلك بالطرق والأساليب التي كانت قائمة.. ويجب أن يكون على معرفة تامة بما كانت تكتب به الوثائق والمراسلات في ذلك الوقت، وكيف تُدار الأمور وتُوضع الضوابط حتى يستطيع كمؤرخ أو باحث أو حتى راصد أن يعطي الحقائق الموضوعية التي تعكس ما تم بالفعل، وهذا ما يُسمى بالفحص الظاهري والفحص الباطني للوثيقة في علم البحث العلمي.
مسألتان
لقد تركز رد عبد الله المالكي على مسألتين:
الأولى: إن الأمير خالد الفيصل لم يتول من 12-10-1386هـ منصب مدير عام رعاية الشباب.
الثانية: إن مشروع الرئاسة العامة لرعاية الشباب لم يكن مشروعه لأن معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية عبد الرحمن أبا الخيل الذي رفع خطاب الفكرة والمشروع لجلالة الملك فيصل وليس الأمير خالد الفيصل الذي رفعه، كما وقع خلال رده في خطأ تاريخي جديد.. وذكر أن علاقة الأمير خالد الفيصل بالرياضة بدأت عام 1384هـ بتعيينه سكرتيراً عاماً للجنة للأولمبية السعودية، وهذا خطأ فادح فسموه لم يكن له علاقة برعاية الشباب ولا اللجنة الأولمبية حتى تعيَّن في شوال 1386هـ، وتم تشكيل مجلس إدارة اللجنة الأولمبية في عهد وزارة العمل لأول مرة في 16-1-1387هـ وسموه من 84-1386هـ كان طالباً في لندن ينهي مرحلة البكالوريوس.
إجابات حاسمة
وأجيب المالكي بما يلي:
لقد كان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مديراً عاماً لرعاية الشباب منذ توليه عمله في أول يوم في رعاية الشباب وظل يوقع خطاباته بهذا المسمى (المدير العام لرعاية الشباب) أو (مدير عام رعاية الشباب).. في الوقت الذي كان فيه صالح القاضي تحت إدارته وبمسمى (مدير رعاية الشباب) في أول الأمر وهو المنصب الذي أصبح بعد عدة أشهر بعد إعادة الهيكلة الجديدة للإدارة مدير قسم الأندية في شهر جمادى الأولى 1387هـ وبعدها بأشهر قليلة ترك القاضي إدارة رعاية الشباب إلى إدارة أخرى في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
فهم وتفاهم
والذي حدث قبل هذه الفترة وهو مصدر الخلاف مع المالكي لعدم قدرته على قراءة الوثيقة وفهم أبعادها وربطها بالوقائع والأحداث، أن وزير العمل عندما تفاهم مع وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية الأمير عبد العزيز الثنيان قبل أن ينتقل من الوزارة إلى أمانة الرياض لتولي الأمير خالد الفيصل منصب مدير عام رعاية الشباب، ليقود الحركة الرياضية والشبابية، وتم الرفع لرئاسة مجلس الوزراء بطلب تعيين سمو الأمير خالد على وظيفة مدير عام رعاية الشباب، وكانت الظروف المالية الاقتصادية في تلك المرحلة قد بدأت تعبر إلى الأفضل في العهد الفيصلي من الضائقة المالية التي لا تخفى كل من عاش تلك المرحلة أو قرأها، فرد رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء إلى وزير العمل بالخطاب رقم 750 في 12-10- 1386هـ.
أن يكون سموه على وظيفة رئيس قسم الأندية الرياضية ذات المرتبة الخامسة رقم (5) لأنها شاغرة وعدم توفر وظيفة بمسمى (مدير عام) في ميزانية ذلك العام، ولأن الإدارة ليست إدارة عامة وقد تم رفع طلب تعيين الأمير خالد بعد صدور الميزانية بعدة أشهر، واستحداث الوظائف لا يخفى على كل لبيب في القطاع الحكومي أو الخاص يحتاج إلى إجراءات وموافقات كانت أشد مما هي عليه اليوم، لأن الحالة الاقتصادية كانت مختلفة، ولأن استحداث وظيفة بهذا المسمى يحتاج أن تكون الإدارة إدارة عامة وتحقق ذلك مع قرار تعيينه على الوظيفة الجديدة.
مفاجأة
ثم إن المفاجأة التي لن يتوقعها المالكي لقصور فهمه وعدم وجود ثقافة شاملة لديه لا في المجال الرياضي أو غيره وهذا قدره، أن مجلس الوزراء لا يستخدم أبداً في أي قرار له عند ترفيع أي موظف من مرتبة عليا إلى أعلى لفظ (ترفيع) وإنما يستخدم كلمة واحدة فقط هي (تعيين) فإذا اطلع من هو غير ملم بالأنظمة على قرار المرتبة الجديدة يفهم خطأ أنه الآن تمَّ تعيينه لأول مرة كما حدث مع المالكي، وليته يعود لقرارات مجلس الوزراء الأسبوعية سواء الأسبوع القادم أو الماضي أو أي سنة من السنوات الماضية ليقرأ ذلك ويفهمه، لأنه سيجد كل المرفعين قد استخدم معهم لفظ (تعيين) وهذا يظهر في القرارات بعد ذلك كما حدث مع الأمير خالد في قراره الذي يستند إليه المالكي ونشره في رده.
وثائق
تمت مباشرة الأمير خالد الفيصل بالفعل في 12-10- 1386هـ وظل يؤدي مهامه كمدير عام رعاية الشباب، ولم يستمر صالح القاضي مساعداً له إلا بضعة أشهر فقط حيث غادر رعاية الشباب نهائياً في رجب 1387هـ، وأرفق عدة وثائق بتوقيع سمو الأمير قبل 18-10-1388هـ، وهو التاريخ الذي يدَّعي المالكي أن الأمير خالد الفيصل لم يكن فيه مدير عام رعاية الشباب، وتحت يدي وفي أرشيف الحكومة وأرشيف رعاية الشباب ليس وثيقة واحدة بل مئات الوثائق والقرارات الموقعة قبل 18-10- 1388هـ طوال عام 1387هـ على سبيل المثال أو من محرم 1388هـ إلى شوال 1388هـ أو عام 1386هـ تحمل توقيع الأمير خالد كمدير عام لرعاية الشباب لأنه كان بالفعل كذلك، وفي هذه الفترة حتى تم استحداث إدارة عامة لرعاية الشباب تعادل المسمى الذي كان عليه (مدير عام رعاية الشباب).. فالفترة التي قبل شوال 1388هـ كان المسمى الوظيفي للأمير خالد الفيصل أعلى من إدارته.
أمثلة
وهذه المسألة موجودة اليوم في قطاع التعليم، حيث نجد معلماً يقوم بعمل وكيل المدرسة أو مديرها ويوقّع باسم (فلان) مدير مدرسة كذا، فهل نقول إنه لم يكن مديرها لأنه حسب قراره الإداري هو معلم ولم يتول عمل مدير المدرسة؟ أو أن يكون معلماً يعمل مديراً عاماً في وزارة التربية أو وكيلاً للوزارة أو رئيس قسم فيها لكنه معلم، هل نقول إنه معلم ولم يكن مديراً عاماً في الوزارة؟ وقد طلبت وزارة التربية مؤخراً عودة هؤلاء المعلمين إلى مدارسهم، ووظائفهم الأصلية كمعلمين.
وهكذا الأطباء تجد أن طبيب الأنف والأذن أصبح مدير المستشفى، هل نقول إن قراره المعين عليه كان طبيباً وليس مديراً للمستشفى؟ وقد يكون هناك طبيب آخر مديراً للشؤون الصحية، لأن هذه القرارات داخلية وفق اللوائح ومن صلاحيات الوزير وتتم بتكليف طالما أنها لا تخل بالتزام الوزارة مع ديوان الخدمة ومع وزارة المالية، وأنت رجل عملت في حقل العسكرية فتجد أن ضابطاً برتبة عالية يرأس إدارة هو أعلى رتبة من الرتبة المحددة لرئاستها، لكنه يكلف عليها، والواقع يقول أن آمر أو رئيس هذا الفصيل يجب أن يكون نقيباً مثلاً لكن الضابط المكلف عليها برتبة مقدم وهذا مخالف لما يجب أن يكون، ولكنه واقع وقد يكون العكس أن يتولاها صاحب الرتبة الأقل، وأعتذر من قرائنا الأعزاء أن أقحمناهم في شرح أمور ما كان يجب شرحها لإنصاف المتعلمين لأنهم يفهمونها فكيف بمن زعم أنه مؤرخ؟!
مواكبة صحفية
وهذا الذي تمَّ بالضبط مع الأمير خالد الفيصل أنه تعيَّن على وظيفة رئيس قسم الأندية لكنه كان (المدير العام لرعاية الشباب) ونشرت جميع الصحف السعودية خبر مباشرته لعمله في شوال 1386هـ كمدير عام لرعاية الشباب، وحصلت منه الصحف على تصريحات صحفية منها الجزيرة والرياض وعكاظ والندوة والبلاد، وتميزت جريدة المدينة في 17-10-1386هـ بإجراء حديث مطول معه كمدير عام لرعاية الشباب ناقشته في خططه وأهدافه التطويرية وأعلن فيها أغلب برامجه التي نفذها بعد ذلك.
الوزير يؤكد
كان الوزير عبد الرحمن أبا الخيل، وهو الذي يستشهد به المالكي يوجه من شوال 1386هـ كل خطاباته إلى سموه بمسمى مدير عام رعاية الشباب، ويُضمِّن اسمه ومسماه في القرارات الوزارية التي يجب أن تصدر من معاليه مستخدماً الصيغة التالية:
(وبناءً على ما رفع لنا سمو مدير عام رعاية الشباب)، وهذا قبل أن ترتفع درجة قسم رعاية الشباب إلى إدارة عامة وتتوازى مع المسمى الوظيفي لسمو الأمير.
ومن القرارات التي أشار إليها الوزير إلى الأمير خالد بمسمى (سمو مدير عام رعاية الشباب) ضمن عشرات القرارات:
قرار دمج الأندية، وتحديد عدد الأندية الرياضية في صفر عام 1388هـ، هذه كعينة فقط فهل ستحسن يا أخ عبد الله قراءة مفردات وجمل التاريخ ووضعها في سياقها.. وأرفق لك مع هذا الرد عينة صغيرة جداً لقرارات أصدرها الأمير خالد الفيصل مدير رعاية الشباب عام 1387هـ، وهو ما ينافي قولك إنه لا يوقع بهذا المسمى؟!
وابن سعيد يشهد
كما أني تشرفت في الأسبوع الحالي بزيارة الشيخ عبد الرحمن بن سعيد ودار الحديث في شجون شتى وأكد صحة ما ذهبت إليه من أن الأمير خالد تعيَّن منذ اليوم الأول مديراً عاماً لرعاية الشباب عام 1386هـ وأن ما تقوله لا ينسجم مع العقل والمنطق.
مشروع الفصل
يما يتعلق بنفيك أن الأمير خالد الفيصل هو صاحب مشروع فصل رعاية الشباب عن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتكون مؤسسة عامة، وكذلك مشروع المجلس الأعلى للرياضة والشباب، مستشهداً أن الخطاب الذي حمل الفكرة إلى مجلس الوزراء كان بتوقيع الوزير أبا الخيل وليس سمو الأمير خالد الفيصل، وهنا نعود إلى نفس المشكلة وهي قدرة المؤرخ من عدمها على فهم الأنظمة والقوانين والعادات والمصطلحات والألفاظ للحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية... إلخ.
يا أخي عبد الله ثقِّف نفسك - هداك الله- واعلم أن (مدير عام إدارة) لا يجوز ولا يحق له مخاطبة مجلس الوزراء بل إن نائب الوزير في أي وزارة لا يجوز له ذلك، وفي موضوعنا هذا فإن المديرية العامة لرعاية الشباب كانت جزءاً من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومن الطبيعي أن يرفع عبد الرحمن أبا الخيل الخطاب لأنه هو الوزير، لكن المشروع والفكرة والعرض كله للأمير خالد الفيصل بل إن تأشيرة الأمير خالد على الخطاب (مرفقة)، لكن موافقة مجلس الوزراء لم تتم إلا في 23-4-1394هـ بالقرار رقم (560) مع ملاحظة أن هذين المشروعين تم رفعهما والإدارة قد أصبحت إدارة عامة ولها استقلالية تامة، بل إنها لا تعود إلى الوزير إلا في علاقاتها الخارجية الرسمية وفي القرارات التي يجب أن تكون بتوقيع الوزير لأنه قد أعطى الأمير خالد الفيصل في شوال 1388هـ كافة الصلاحيات المالية والإدارية والفنية وتفويضها.
توضيح عن القاضي
هناك توضيح مهم جداً وهو يتعلق بفترة تولي صالح القاضي لمسؤوليات رعاية الشباب بالوكالة وهي فترة لم تتعد مدتها ستة أشهر فقط من يوم خروج عبد العزيز الثنيان في 1-4- 1386هـ إلى 12-10- 1386هـ وهو يوم تعيين الأمير خالد وتوليه منصب المدير العام لرعاية الشباب.. وجاءت فترة تكليفه متوافقة مع الصيف ورمضان والعيد، ولم يكن مديراً أصلاً لرعاية الشباب، بل بالوكالة انتظاراً لوصول الأمير خالد، وأصبح القاضي يوقع بمسمى (مدير رعاية الشباب) والأمير خالد يوقع مدير عام لرعاية الشباب إلى شهر جمادى الأولى 1387هـ حتى تم إعادة هيكلة الإدارة ووضع في جمادى الآخرة 1387هـ على وظيفة رئيس قسم الأندية، وقد سافر الأستاذ صالح القاضي بمعية الأمير خالد الفيصل الذي كان رئيساً للوفد السعودي في شهر صفر 1387هـ إلى إيران لاجتماعات اللجان الأولمبية، وتم لأول مرة في هذا الاجتماع استخدام مفهوم الرياضة في خدمة السياسة عربياً وآسيوياً من قِبل الأمير خالد الفيصل وأُقصيت إسرائيل وجنوب أفريقيا بناءً على جهود سموه، وفي هذه الاجتماعات دعا أبو بندر وزراء الرياضة والشباب العرب إلى تشكيل مجلس لهم ولأول مرة قدمت هذه الفكرة، هذه المعلومات نشرتها في كتابي (قصيدة خالد الفيصل) الذي يبدو أنه مثَّل صعوبة لك في قراءته، وهي مستقاة من حديث للأستاذ صالح القاضي أُجري في شهر صفر 1387هـ لجريدة البلاد ذكر فيه بالنص أن الأمير خالد الفيصل هو مدير عام رعاية الشباب وهو رئيس الوفد السعودي وأنه أي القاضي كان عضواً في هذا الوفد مع عرفان أوبري وأشاد القاضي بإعجاب كبير بما أداه سموه من مهام، فهل تكذب القاضي في حديثه عن نفسه؟
وقد أجرى الأمير خالد تغييراً على مهام اللجنة الفنية العليا التي يرأسها في رعاية الشباب بتاريخ 28-4-1387هـ ووضع صالح القاضي نائباً لرئيس اللجنة فكيف يستطيع من لم يكن مدير عام رعاية الشباب أن يتخذ مثل هذه القرارات وينقل ويأخذ معه في وفد من تقول إنه كان المسؤول الأول إذا لم يكن الأمير خالد المدير العام في ذلك التاريخ.
هروب معتاد
لم تستطع يا أخ عبد الله الرد على الأسئلة العديدة التي طرحتها عليك، بل أجملت الرد دون أن تقف أمامها لأنك لن تستطيع الرد، بل وقد أدركت ذلك أنك لن تستطيع معي رداً وأعلنت انسحابك لأنك لا تملك رداً ولن تملك، وسأظل أطاردك بالحقائق حتى أستتيبك أو تتوب.
راسب بدون إعادة!!
لذا وعلى ضوء كل ما سبق في الردود السابقة والقضايا المختلفة التي يستعرضها زميلي الحبيب والغالي عبد الله جار الله المالكي فإن نتيجته (راسب في كل المواد ولا يحق لك دخول الدور الثاني أبداً وبأي حال بعد تكرار رسوبك).. مع تمنياتي له بالتوفيق والنجاح.
المؤرخ - محمد علي القدادي