الأحساء - رمزي الموسى :
رغم تعامله مع ألسنة اللهب ورائحة الاحتراق والفحم، إلاّ أن الحداد حسن علي الناصر يعمل في مهنة (الحدادة) طوال 40 عاماً بلا كلل أو ملل، مستشرفاً فيها عبق الماضي التليد وكنوزه العطرة، ويصف الناصر إياها بالمهنة الشاقة نتيجة الحرارة العالية التي تتطلبها هذه المهنة، وما تتمتع به منطقتنا من حرارة للجو، مما أجبر العديد من الحدادين التوقف عن نقلها لأبنائهم خوفاً عليهم من مخاطرها التي تتعدى الحرارة بالإصابات الخطرة نتيجة الطرق بالمطرقة وصهر بعض المعادن، إضافة إلى إصابة العين بأضرار نتيجة الشرار المتطاير، إلا أن المهنة تبقى محبوبة لمن أتقنها فيجد أنه يستطيع الإبداع وإخراج منتجات ذات جودة ومفيدة للمستهلك. ويذكر الناصر أن مهنته تحتاج إلى القوة الجسدية والصحة الجيدة وتحمل الحرارة، مشيراً إلى أن مهنة الحدادة قديماً كانت زاخرة للطلب المتزايد حتى أن أحد أهم شوارع الأحساء قديماً سمي بشارع الحدادين، وهو مجاور للقيصرية وذلك نتيجة الاهتمام بمهنة الحدادة والتنافس على بعض المنتجات التي لها علاقة بالزراعة باعتبار الأحساء منطقة زراعية كالفأس والمحش والهيب والصخيّن والسكين والمطرقة والهاون. أما في الوقت الحالي فالحرفة بدأت تتقلص بحكم مزاحمة العمالة الأجنبية ومزاحمة الأدوات المستوردة من الخارج. ووصف الناصر مشاركته في المهرجانات المحلية والخارجية بأنها أعادت لمهنته شيئاً من الاهتمام الإعلامي والجماهيري وعرفت الجيل الناشئ بحرفته.