الجزيرة - وهيب الوهيبي
نوه عدد من المسؤولين والأكاديميين بمضامين برقية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودعا فيها الأشقاء الفلسطينيين إلى وحدة الصف ورأب الصدع والحذر من الانقسام والصراع وكيل التهم بينهما.
وأكدوا في تصريحات لـ(الجزيرة) أن الخطابات الشمولية لخادم الحرمين الشريفين والتي تضع قضايا الأمة الإسلامية والعربية في مقدمة اهتماماته ليست بمستغربة حيث خاطب حفظه الله باسمه ونيابة عن الزعماء والشعوب العربية لإيصال الصوت والمشاعر النبيلة للإخوه الفلسطينيين تجاه قضيتهم.
وأكد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الإسلامي أن ما ورد في برقية خادم الحرمين الشريفين، يتوجب على الفلسطينيين الأخذ به خارطةً للطريق السوي، الذي تتطلع إليه شعوب الأمة الإسلامية، وهي ترى بأسى بالغ ما يجري بين الفصائل الفلسطينية من خلاف وشق للصف وبعثرة للقوى.
وقال: لقد حدد خادم الحرمين الشريفين المشكلة، مبيناً أن ما يحدث في فلسطين صراع مروع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا عباده المؤمنين، وأوضح أن الحل لا يكون إلا بتوحيد الصفوف وتتويج سنوات الكفاح التي ينتظر قطافها والانتقال من نصر إلى نصر.
ونوه بالرؤية التي انطلق منها خادم الحرمين الشريفين حيث استلهم الحل الإسلامي الشرعي في دعوته لعلاج الخلاف بين الأشقاء، وهو البعد عن النزاع الذي يؤدي إلى تبديد الجهود والطاقات: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} كما أنه طالب بوحدة الصف مبرزاً أسى المسلمين وتصدع قلوبهم وهم يرون الإخوة وقد انقسموا إلى فرق، يكيل كل منهم للآخر التهم ويتربص به الدوائر، منطلقاً في ذلك من منطلق إسلامي، أوجب فيه الله سبحانه وتعالى على الإخوةِ التعاونَ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وفي الحديث النبوي: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) لافتا إلى أن رابطة العالم الإسلامي تؤكد على أهمية الرجوع إلى المواثيق المغلظة التي ذكَّر بها خادم الحرمين الشريفين، والتي أخذها قادة الفصائل الفلسطينية على أنفسهم يوم أن جمعهم في البيت الحرام أمام الكعبة المشرفة.
واعتبر الدكتور محمد بن سعود البشر استاذ الاعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن برقية خادم الحرمين الشريفين إلى الاخوة الفلسطينيين هي ما يتطلع إليه كل عربي ومسلم من حيث سمو اهدافها ونبل مضمونها إذ حاءت الرسالة القيمة التي وجهها إلى الاشقاء الفلسطينيين تأكيداً على وحدة الصف وان القضية الفلسطينية لن يتم حلها إذا كان الإخوة الفلسطينيون منقسمين داخل البيت الفلسطيني وأضاف: جميل أن يتصدر خادم الحرمين الشريفين زعماء الأمة في أن يخاطب باسمه ونيابة عن الزعماء العرب لإيصال الصوت والصدى للاخوة في فلسطين وينقل لهم مشاعر المسلمين والعرب قادة وشعوباً.
واشار الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء أن خادم الحرمين الشريفين حمل قضايا الأمة الإسلامية وسعى بلا كلل ولا ملل في رأب الصدع ووحدة الصف إذ جاءت البرقية التي وجهها إلى الاخوة الاشقاء في فلسطين امتداداً لجهوده في السعي لاصلاح ذات البين حفاظاً على وحدة المسلمين وسلامة قلوبهم وازالة آثار الخلاف بينهم داعياً لهم التذكر بالعهد الذي قطعوا عليه في المسجد الحرام بمكة المكرمة لافتاً إلى أن الإصلاح بين الناس من أجل الطاعات والأعمال وأجره يفوق ما يناله الصائم القائم مستشهداً بالحديث عن انس رضي الله عنه: (من اصلح بين اثنين اعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة).