الأحساء - رمزي الموسى

صانع المداد صالح حسين الحميد يبدو مفعماً بالأمل، حيث أعادت مهرجانات الصيف الرونق والبهاء إلى ما يقوم بصناعته، بعد أن تراجع الطلب عليها، فمن بين الفوائد العديدة لهذه المهرجانات أنها عرفت الناس بالموروث الشعبي، وأصبحت (المَدّة) التي يصنعها الحميد أغلى من الموكيت الحديث، حيث يفخر الكثيرون بوضع (المداد) في مجالسهم الحديثة، من باب الافتخار بالتراث الشعبي القديم.

ويقول الحميد إن مبيعاته من المداد تضاعفت أكثر من مرة بعد مشاركته في المهرجانات المحلية، وعلى وجه الخصوص في الجنادرية وحسانا فله، ويبيع المتر الواحد من (المدة) بمائة ريال. وقال إن أكبر قطعة من المداد باعها بلغ طولها عشرة أمتار بـ 1000 ريال، مشيراً إلى أنه يصنع الكثير من المداد بناءً على طلبات تأتيه من الأحساء أو من مناطق المملكة الأخرى.

ويصنع الحميد مداده، التي كانت في الماضي تفرش بها المساجد والمنازل، من الأسل والحبال، ويستخدم آلة خشبية بسيطة مكونة من المسدية (ممسك للحبال)، والعيون (نهاية الحبال)، والمرافيع السفلية والعلوية (من جذوع النخل) والحف، والأمرد وغيرها من الأدوات التي تتكون منها آلة صنع المداد، ويجد صالح صعوبة بالغة في الحصول على الأسل لقلته، لكنه يستخرجه من بحيرة الأصفر ومن مدينة العيون.