أبها هاتفياً - محمد المنيف
شهدت قرية المفتاحة بمركز الملك فهد الثقافي بأبها نشاطاً تشكيلياً فاق الكثير من المناشط المماثلة على مستوى المملكة عوداً إلى الكثير من المقومات من أهمها وجود المراسم السبعة التي تمت تهيئتها بمستوى عالمي الإعداد والاستعداد حيث يضم كل مرسم إضافة إلى قاعة الرسم والورش في الدور الأرضي دوراً أول يشتمل على غرفة سكن أُعدت بمستوى فندقي إضافة إلى وجود بوفية لخدمات الشاي والوجبات الخفيفة ودورة مياه استضافت القرية فيها على مدى سنوات مضت وما زالت تستضيف الكثير من الفنانين في مواسم الصيف يقدمون فيها إبداعهم ويستقبلون في مراسمها السياح الذين يشاهدون لفنانين وهم يمارسون إبداعهم.. وبهذا تُعتبر القرية منذ أن أسسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وبما تحظى به حالياً من أمير عسير فيصل بن خالد بن عبد العزيز من اهتمام ودعم فأصبحت الأبرز على مستوى الخليج والعالم العربي.
وكان لهذا العام تفاعل جديد وتنوع في النشاط ضمن فعاليات وأنشطة وبرامج (صيف أبها يجمعنا) حيث قدم مدير مركز الملك فهد الثقافي بأبها الفنان عبد الله شاهر الدعوة لنخبة من الفنانين من مختلف مناطق المملكة قدموا خلال أسبوع ورشة عمل في مجالات الفن التشكيلية تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة العاشرة مساءً شارك فيها كل من الفنان عبد الله نواوي الفنان الخطاط يوسف إبراهيم الفنانة تغريد البقشي.. شارك في المتابعة والإشراف على تنظيم هذه الورش الأستاذ محمد عسيري وفراج الأسمري حيث وفرت إدارة المركز للورش جميع المستلزمات من لوحات وألوان وفرش وخامات مختلفة وقد شملت تلك الدورات مواضيع تشكيلية منها كيفية التعامل مع اللوحة ابتداءً من تجهيزها للرسم مروراً بكيفية بنائها خطياً ولونياً.. قدم الورشة الفنان عبد الله نووي.. كما قدمت الفنانة تغريد البقشي ورشة في تقنيات ألوان الإكرليك وقدم الفنان يوسف إبراهيم تجاربه التشكيلية التي يجمع فيها بين الخط والتلوين وكيفية تشكيل الحرف وصياغته بأسلوب حديث.. أما الفنانة نوال السريحي فقد قدمت تجربتها في اللوحة التجريدية.. وقد حظيت الورش بإقبال كبير من قبل الراغبين في تلقي أسس العمل لفني وكيفية التعامل مع تقنيات اللون والتكوين وبناء اللوحة خصوصاً من التشكيليات اللاتي قمن بإنتاج 70 عملاً فنياً متنوعاً كانت هناك فائدة واستفادة كبيرة جداً لكل من شارك في البرنامج 1430هـ.
حفل ختامي ومعرض لإنتاج الورش
في نهاية البرنامج كان هناك احتفال كبير رعاه سعادة وكيل إمارة عسير المهندس عبد الكريم الحنيني سلم خلاله الشهادات والهدايا للفنانين والمشاركين كما قدم برنامجاً شعبياً لعدد من الفلكلورات الشعبية للمنطقة قدمتها فرقة (سيوف الجنوب) احتفاء بضيوف اللقاء إضافة إلى افتتاح معرض فني ضم جميع الأعمال المنتجة من الورش وما زال المعرض حتى الآن يستقبل الزوار.
انطباعات وتثمين جهود
تحدث للصفحة الفنان عبد الله نواوي مشيداً بالجهود التي بذلت في إعداد هذا البرنامج التشكيلي الذي يأتي ضمن النشاط الموسمي لأبها وما يحظى به من دعم من قبل أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز.. مشيراً إلى أن مركز الملك فهد ممثلاً في مديره الفنان عبد الله شاهر قد هيأ السبل لإنجاح هذه الورشة من حيث السكن والضيافة وتذاكر الإركاب وقد حققت الورشة أهدافها مضيفاً أن مثل هذه المناشط تُعد داعماً للساحة ومحركاً يتواصل من خلاله الفنانون مع الجمهور ومع المواهب الواعدة كما شاهدنا في هذه الورشة التي حظيت بإقبال كبير ورغبة في تلقي الخبرات.
من جانبها علقت الفنانة تغريد البقشي على الورشة وأثنت بدورها على الجهود المبذولة من قبل مركز الملك فهد وبمتابعة من مدير المركز الفنان عبد الله شاهر وما وجدته وزملاؤها من حفاوة وتهيئة سبل وما ظهرت به القرية التشكيلية من تجهيزات تقول إنها مكسب للفنانين وتتساءل عن عدم الاستفادة منها من قبل بقية التشكيليين مع أن الفرص متاحة، كما أشادت بإقبال التشكيليات الموهوبات بهذه الورش وبالطبيعة الساحرة في أبها باعتبارها مصدر إلهام.
من جانبه علق الفنان عبد الله شاهر مدير مركز الملك فهد والمشرف على المراسم والنشاط التشكيلي على تجربة الورشة قائلاً إن وجود مثل هذه النخبة المتنوعة المشارب جعلت من الورشة مساحة من التشويق وتعدد الخبرات.. وقد سعد المشاركون بما تحقق لهم من خبرات مضيفاً أن مركز الملك فهد الثقافي بكل ما فيه من إمكانات ومنها القرية التشكيلية وبتوجيهات من أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد على استعداد المركز لاستقبال كل الأنشطة والاحتفاء بمبدعي الوطن.. كما أشار إلى أن المركز يحتضن العديد من المعارض التشكيلية منها معرض المنطقة العام.. كما استقبل هذا العام معرض فناني جماعة الخرج الذي يُعرض لأول مرة خارج محافظة الخرج ووجد إقبالاً متميزاً من الجمهور في قاعة المعارض بالمركز.