أقر مجلس الشورى منذ فترة قصيرة الإسراع في تفعيل النشاط الثقافي بالأندية الرياضية وصوت بالموافقة على ما تضمنه التقرير السنوي للرئاسة العامة لرعاية الشباب الذي أكد على ما جاء في الأمر السامي الكريم الذي نص على (الإسراع في تفعيل النشاط الثقافي في الأندية الرياضية عن طريق آلية مشتركة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام، والعمل على التوسع في البرامج الاجتماعية والشبابية، ليستفيد منها أكبر عدد من الشباب في المملكة وفق خطط وبرامج محددة فنياً وزمنياً).
هذه الخطوة من قبل المجلس تفسر الشعور المتنامي بثقافة الشباب بأن الأندية ستعود قريباً إلى سابق عهدها وربما أفضل، فالأندية الرياضية كانت مصدر إشعاع ثقافي واجتماعي وترويحي للشباب إلى أن تم نقل مهام الثقافة إلى وزارة الثقافة والإعلام من رعاية الشباب وبعد القرار توقفت الأندية عن مهمتها في خدمة الشباب وكأن رؤساء الأندية (ماصدقوا خبر) فأطفؤوا شمعة الأندية التي كانت مشتعلة لعدة عقود! وأقفلوا الأبواب أمام كل نشاط وحولوا الأندية إلى رياضية بحتة بل كرة قدم فقط واقتصر الاهتمام بأحد عشر لاعباً تنفق عليهم وعلى مدربهم ميزانية النادي ويفتح أبوابه من أجلهم! الأندية في مدن وقرى المملكة جهزتها رعاية الشباب بأفضل الإمكانيات من مسارح ومكتبات وصالات يمكن أن تقام عليها الأنشطة الثقافية!
عشرات الآلاف من الشباب يمكن أن تحتويهم الأندية الرياضية وخاصة في مثل هذه الأيام التي يحتار فيها المرء أين يذهب بأبنائه في الإجازة وكيف يجد لهم متنفساً ترويحياً مأموناً وغير مكلف!
الرئاسة العامة لرعاية الشباب مازال لدى مسؤوليها أمل أن تعود إليها ممارسة العمل الثقافي داخل مبانيها وأنديتها ومن خلال شريحة قد لا تدخل ضمن اهتمام وزارة الثقافة والإعلام.
ومحاولات بعض الأندية تنشيط مسارحها ومسابقاتها وبرامجها الثقافية من خلال استقطاب بعض الشركات لدعم الأنشطة غالباً ما تصطدم بعقود تم إبرامها مع شركات الرعاية الأخرى، الحل الذي أعتقد أنه سيكون مناسباً هو أن تقتطع الرئاسة العامة مبلغاً عند توقيع عقود الرعاية ليكون مخصصاً للنشاط الثقافي والاجتماعي سواء المركزي أو الذي يقام في الأندية لعل ذلك يحل مشكلة التمويل الذي هو السبيل الآن لإعادة الأندية لتكون أندية حقيقية للشباب وتجربة الرئاسة العامة العريقة في إدارة الأنشطة الثقافية والاجتماعية يجعلها قادرة وبكل جدارة على تنشيط الثقافة الشبابية من جديد متى ما أعيدت لها مهمة تثقيف وتوعية الشباب داخل مقراتها.
alhoshanei@hotmail.com