Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/08/2009 G Issue 13456
السبت 10 شعبان 1430   العدد  13456
بر الولدين
جواهر عبدالله الكنعان

 

ما أجمل أن نجد من الأبناء براً يعكس مدى اهتمامهم بوالديهم، ورد ولو جزء من الجميل لهم وما أجمل أن نجد ذلك الولد البار وهو يصغي لكلمات والده الذي لا يستطيع أن ينطق الكلمات بسلاسة بعد إصابته بأي عارض صحي ويحاول فك رموز كلماته والتجاوب معه بل ويروي لوالده الحكايات ليدخل السرور على نفسه، وما أجمل ذلك الولد الذي يتولى أمر الذهاب بوالده المقعد وهو يجلس على الكرسي المتحرك إلى المسجد بدلاً أن يتولى ذلك العامل أو السائق، وما أجمل أن يكون لديك هذا الابن البار الذي يتلطف بك بعد أن بلغت من الكبر عتيا وبعد أن تتحول القوة إلى ضعف تجد ذاك الابن الذي يكون لك عوناً وعضيداً. إن ذلك الابن ليعطي لوالده قوة مهما عجز جسمه فتجده مبتسماً هاشاً باشاً مستبشراً مهما بلغ به من مرض فإن الولد البار يكون مصدر قوة لوالديه حينما يقف معهم وقفة بر بعد أن دار بهم الزمان وتحولت قوتهم إلى ضعف ونشاطهم إلى عجز ومهما بلغ الأولاد من برهم فإنهم لن يوفوا بحق والديهم ولقد حث الله سبحانه وتعالى على بر الوالدين حيث قال في الآية الكريمة: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (23) } سورة الإسراء، فالإحسان واجب على كل فرد يتعامل مع الناس فكيف بالوالدين اللذين قرن الله رضاه برضاهما. إن ما يجده البار بوالديه من سعة رزق وتسهيل لجميع أموره في الدنيا وصلاح أولاده لهو شيء يجب أن لا يغفل الإنسان عنه ويفرط فيه!! كذلك المنزلة التي وعدها الله البار بوالديه وهي الجنة ففي الحديث المروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبواه أحدهما أو كلاهما ولم يدخل الجنة)، أي شيء أعظم من ذلك فالجنة سلعة الله الغالية فلنشمر لها ويجب علينا أن نقف أمام هذا الحديث وهذا الوعد الصادق من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقفة مجاهد فيجب على كل من فرط في بر والديه أن يذهب لهم ويتسامح منهما ويبدأ معهما صفحة من البر لعلهما يصفحان عنه ويكون من الفائزين بالجنة، بلغنا الله وإياكم درجة البارين وهدى الله شباب المسلمين إلى البر بوالديهم.



- الرياض : jojo-1490@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد