كتب الأستاذ داود الشريان مقالة بعنوان (تريّث يا سعد) في صحيفة الحياة اللندنية، مطالباً فيها زعيم تيار المستقبل دولة الرئيس ونجل الشهيد رفيق الحريري، بعدم التعجّل في الحصول على لقب (دولة الرئيس)، وأن يتريث في الوصول إلى رئاسة الوزراء. كونه ليس في حاجة لصنع اسمه، فقد ورث مكانة سياسية لم يحلم بها أحد من أبناء السياسيين اللبنانيين الذين ينتمون إلى العائلات اللبنانية الإقطاعية في تاريخ لبنان.
وبحسب ما أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية بعد ظهر السبت 27 - 6 - 2009 في ختام استشارات أجراها الرئيس ميشال سليمان مع النواب، وحصل خلالها الحريري على 86 صوتاً من 128. وهي المرة الأولى التي يكلّف فيها الحريري النائب منذ أربع سنوات بهذه المهمة. وبعد اجتماع لمدة ساعة مع الرئيس سليمان، ألقى الحريري كلمة أكَّد فيها قبوله التكليف، مشيراً إلى أنه سيسعى إلى (تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على العمل)، وتعمل كفريق متجانس.
عندما نتابع الشأن اللبناني نرى مدى تعلّم الحريري السريع منذ وفاة والده، ونضجه السياسي، ويعتبر دولته ثاني أصغر رؤساء الحكومات اللبنانية عمراًَ بعد رشيد كرامي الذي شكَّل أول حكومة عن عمر أربعة وثلاثين عاماً.
وهذا التكليف هو خطوة أولى في رحلة الألف ميل نحو التغيير في الوضع اللبناني إلا أن بياناً صادراً عن المكتب الإعلامي التابع ل(حزب الله) أن الحريري ونصر الله اتفقا خلال الاجتماع الذي استمر 4 ساعات على (تغليب منطق الحوار والتعاون والانفتاح ومواصلة التهدئة في التعاطي مع القضايا الداخلية) وعلى مواصلة النقاش مع الإشادة بأجواء التهدئة وهذا ما نصبو إليه.
turki.mouh@gmail.com