ربما من المناسب أن نقول: إن السياحة الداخلية تحتاج إلى سياحة, ولعلي أيضا أقدم شكري لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة على ما يبذله من جهود متواصلة لإنجاح السياحة الداخلية ومحاولة إقناع أبناء الوطن بالسياحة في وطنهم، وأرجو أن يسمح لي بتقديم بعض الاقتراحات والملاحظات التي تساهم بإذن الله في تحقيق ذلك.
إن توفير وسائل النقل المهيأة والمريحة يساهم بشكل واضح وما زلنا نعيش في زمن صعوبة الحجز للسفر بالطائرة وكثرة التأخرات بالمواعيد وعدم تهيئة جميع المطارات بالخدمات الكاملة عند وجود تأخر أو خلل مما يجعل الناس يتذمرون ويتضايقون, وإن اخترت السفر (برا) فعليك أن تتحمل المآسي وألا تعترف بالمحطات إلا بتعبة الوقود وعسى!!
أما عن تهيئة المساجد أو دورات المياه أو غرف الراحة أو جودة المطاعم والبوفيهات فهذا ضرب من ضروب الخيال على طرقنا وبين مدننا!! وأبرز مثال لذلك الطريق بين الرياض ومكة والذي يعتبر من الطرق الرئيسة، ومع ذلك يفتقد في كثير منه الخدمات المناسبة, واعذروني عن أن أتحدث عن النقل الجماعي فما زال يفتقر التنظيم والترتيب والجودة, وإن اخترت القطار فلن نسمح لك بالسفر إلا بين الرياض والشرقية.
أين البرامج السياحية؟! هل وضع اللوحات على الطرق أو على المنتزهات أو أمام الأسواق هي البرامج السياحية! وأقصد بالبرامج السياحية ما يكون بالسياحة الخارجية من برامج صيد أو سفاري أو غوص أو نزهة برية أو رحلة جبلية ... غيرها الكثير.. وإن وجد بعضها فهو محدود جداً بمنطقة معينة أو عدد محدود أو وقت قصير. وما تتمتع به بلادنا من أماكن وتضاريس يجعلنا نلح لتوفير هذه البرامج بما يتناسب مع تقاليدنا وعاداتنا وتنظيمها للناس من قبل جهات متخصصة وقادرة.
السكن: أعتقد أنه من الغرائب والعجائب بأسعاره الخيالية جدا أو بمستواه أيضاً ولا نجد آلية محددة في السعر أو الخدمة والمستوى, وإن وجدت فمجال التطبيق يحتاج إلى متابعة, ولعلي أتساءل عن تأجير البيوت الخاصة في داخل الأحياء في بعض المناطق السياحية في الموسم مما يسبب إزعاجا داخل الأحياء وللسكان, وهل البيوت الخاصة مهيأة للإيجار اليومي أو الأسبوعي, وما الإجراءات النظامية عند التأجير من أجل السلامة الأمنية للجميع؟!.
من أبرز مشاكل السياحة الداخلية (ادفع) فلكي تدخل متنزها عاما أو مواقف للسيارات كما عند (التلفريك أو العربات المتنقلة), أو معرضا للزواحف أو عروضا للدلافين فلا يمكن أن يكون إلا بدفع الأموال والباهظة أيضاً, وهنا أتساءل: لماذا لا تقدم هذه الفعاليات مجانا للناس وخاصة إذا علمنا أن هناك عددا كبيرا من الرعاة والداعمين لهذه البرامج, ومن الأولى أن يدفع هم التجار المستفيدون (أصحاب الأسواق والفنادق والشقق والمطاعم....).
وعند الحديث عن الفعاليات المقدمة والموجودة، نتساءل: لماذا التكرار؟! فأبرز فعالية هي التسوق وكأن الناس لا يوجد لديهم أسواق في مناطقهم، ومع أهميتها، إلا أنه لا بد من الاهتمام بغيرها وإن انتقلت إلى الترفيه فستجد ألعاب الأطفال نفسها وقليل من ألعاب الكبار... وهل انتهت الفعاليات إلا سوق وألعاب فقط ولا أنكر أن هناك فعاليات أخرى لكن قليلة جدا ومحدودة, ومن الغريب أن تجد بعض الفعاليات المميزة في مناطق غير سياحية ولا تمتلك أي مقومات للسياحة من حث الطبيعة أو الجو أو التضاريس وخاصة في فصل الصيف, ومن الضروري جدا التجديد في الفعاليات ووضع البرامج الشيقة والممتعة للناس ويجب ألا يقتصر مفهوم الفعاليات السياحية في التسوق والترفيه فقط.
الحديث يطول عن السياحة إلا أنني سأختم بقضية مهمة جدا وهي: النظافة النظافة النظافة.... وهنا نطالب الناس بالمحافظة على الأماكن العامة ونظافتها ثم نرجو من الجهات المختصة كالبلديات مضاعفة الجهد كرات ومرات من اجل مكان نظيف نستطيع أن نجلس فيه أو نستمتع وكذلك مراقبة الأماكن التجارية السياحية في تحقيق النظافة وعلى مستوى عالي جدا في جميع الشؤون (المطاعم - الطرق - المنتزهات - الأسواق - دورات المياه...) وكم يتحسر السائح لكي يجد مكانا نظيفا يتناول فيه طعامه وشرابه بكل راحة ويضمن فيه سلامة صحية.
أخيراً: أتقدم بالشكر الجزيل مرة أخرى لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة على كل ما يبذله من أجل تحقيق أهداف السياحة الداخلية وهذا الذي شجعني لأتناول هذا الموضوع, والشكر موصول لجريدة الجزيرة على تغطياتهم المستمرة للفعاليات السياحية والتي تؤدي دوراً وطنياً واجتماعياً مميزاً. والله يرعاكم.