كابول - جنيف - لندن - هراة
أعلنت منظمة الأمم المتحدة أمس الجمعة ارتفاع عدد القتلى من المدنيين الأفغان خلال الستة أشهر الأولى من عام 2009 بنسبة 24% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وأرجعت المنظمة الدولية أسباب سقوط عدد كبير من الضحايا إلى الغارات الجوية وحروب العصابات. وقالت الأمم المتحدة في تقريرها نصف السنوي مع احتدام القتال وانتشاره، تزداد حصيلة القتلى من المدنيين بكثافة موضحة أن كل عام يشهد مقتل مزيد من العزل. وأوضحت بيانات بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان أن جماعات المعارضة المسلحة تتحمل مسؤولية 59% من القتلى المدنيين 1013 قتيلاً وأن هناك بعض الحالات غير الواضحة.
وقالت البعثة إن هذا يمثل ارتفاعاً في نسبة الضحايا التي يتحمل المسلحون مسؤولية قتلهم حيث تم رصد حدوث تحول في الخطط التي ينتهجها المتمردون إذ تحولوا من هجمات المواجهة ونصب الكمائن للقوات الدولية إلى نشاطات حرب العصابات التي تشمل ما يطلق عليها هجمات غير منسقة مثل التفجيرات الانتحارية وتفخيخ السيارات وزرع القنابل والمتفجرات على جوانب الطرق، وتلك هي الأسباب الرئيسة وراء سقوط ضحايا من المدنيين خلال الصراع حسب رأي المنظمة. وقال التقرير إن المسلحين يتمركزون في مناطق مدنية كي لا يتسنى التمييز بينهم وبين المدنيين. وأضافت أن من الواضح أن هذا الأسلوب يمثل سياسة نشطة لجذب رد فعل عسكري للمناطق التي تزداد فيها احتمالات سقوط مدنيين قتلى أو مصابين. وختم التقرير أنه خلال 40 غارة جوية نفذتها القوات متعددة الجنسيات وخضعت للمراقبة، سقط نحو 200 مدني كقتيل ما يجعل الغارات الجوية الأسلوب القتالي الأكثر خطورة.
من جهة أخرى اعتبر وزير الدفاع البريطاني في مقابلة نشرت الجمعة، أن الحكومة والشعب البريطانيين لم يقدما الدعم الكافي للجنود الذين كانوا في جبهات القتال في السنوات الأولى من النزاع في العراق وأفغانستان.
وقال بوب اينسورث لصحيفة دايلي تلغراف إن الجنود كانوا بالتالي يشعرون بالمرارة ليس فقط من موقف الحكومة بل أيضاً من موقف الشعب البريطاني. وأضاف: كانوا هناك في العراق، هناك في أفغانستان، كانوا يكافحون ويعرضون حياتهم للخطر ولم يبد هنا أحد الاهتمام الكافي الذي كان يفترض أن يبديه. لكن الوزير أكد أن تقدماً قد أحرز في السنتين الأخيرتين للاعتراف بعمل القوات البريطانية ودعمه.
وعلى الصعيد الميداني أعلنت الشرطة الأفغانية أمس عن مقتل 11 متمرداً وشرطي أفغاني في المواجهات التي دامت قرابة العشرين ساعة والتي تلت هجوم طالبان على موكب إمدادات لقوة حلف شمال الأطلسي في غرب أفغانستان. وبدأت المواجهات الخميس ولم تنته إلا في الساعات الأولى من أمس في ولاية هراة.