حمدت الله كثيراً على أن الداعية الشيخ عوض القرني أُسقِطَت عنه تهمة (الإخونجية).. فآخر الأخبار تؤكد أن السلطات المصرية تتجه إلى إسقاط التهمة لعدم كفاية أدلة الاتهام، بعد أن نفى الشيخ نفياً قاطعاً أن يكون له علاقة بالتنظيم الدولي للإخوان، حسب ما ورد في جريدة (الوطن) السعودية.
و(التهمة) التي نفاها الشيخ القرني عن نفسه تهمة خطيرة، بسبب أن المنتمي إلى هذا التنظيم يعمل على تمكين حركة سياسية مشبوهة الأهداف من بلده، وتكريس أيديولوجيتها، وتجنيد الأتباع والكوادر لتحقيق أهدافها.
ولا أخفيكم أن هناك الكثير من الأسماء والشخصيات ما زالت الإشاعات تدور وتحور حول انتمائها لهذه الحركة التي تنتشر في أغلب البلاد العربية، وغير العربية.. وبودي لو أن أجهزة الأمن المصرية تعلن بين الحين والآخر أسماء المتورطين في هذه المافيا السياسية (الإخوان) حسب المعلومات المتوفرة لديها؛ ففضحهم، والتشهير بهم إعلامياً، من شأنه أن يعيق التبشير بفكر هذه الحركة الانقلابية الخطيرة، واستقطاب الكوادر لها.. وأمر كهذا من شأنه أن ينبه الشباب إلى أن الانتماء إلى هذه الحركة تهمة خطيرة قد تقضي على مستقبل الشاب، كما لو أنه -لا سمح الله- أصبح عميلاً لدولة أجنبية، أو استخبارات أجنبية، وهي تهمة يتبرأ منها كل مواطن شريف سوي ومخلص.
والتنظيم العالمي للإخوان منظمة سرية غامضة، يُقال إنها تعمل كرافد تنظيمي لحركة الإخوان المصرية. ورغم أن المرشد العام للجماعة (مأون الهضيبي) نفى عام 1995 أن يكون هناك ما يُسمى (التنظيم الدولي للإخوان) كما جاء في جريدة الحياة اللندنية، إلا أن الكثير من المؤشرات تؤكد أن هذا التنظيم حقيقة واقعة.. ويؤكد الدكتور رفعت السعيد في مقال نشره في جريدة الأهرام المصرية أن (العديد من قادة الجماعة هاجر إلى بلدان عدة، لكن كثيرين منهم تمركزوا في السعودية، ومن السعودية إلى ميونيخ بألمانيا سافر الأستاذ سعيد رمضان (زوج ابنة مؤسس الإخوان حسن البنا) حيث قام بتمويل مثير للدهشة للمركز الإسلامي الذي أصبح النواة التنظيمية، بل والميلاد الفعلي للتنظيم الدولي للإخوان.
كما يؤكد آخرون أن المرشد العام مصطفى مشهور هو من أعاد هيكلة التنظيم الدولي للإخوان، وتفعيله على المستوى العالمي، ليتجاوز المهد الجغرافي الذي نشأت فيه الحركة، ويصبح ذا صبغة عالمية.. حدث هذا ما بين عامي 1982 و1986 في أعقاب خروج مشهور من مصر إلى ألمانيا هروباً من قرارات (التحفظ) المشهورة التي اتخذها السادات قبيل اغتياله.. وإذا صحت هذه الروايات، فإن مرور مؤسسي هذا التنظيم ببلادنا منذ زمن بعيد يجب أن يجعلنا متنبهين إلى أن فكر هذه الحركة قد يكون تسرَّب بطريقة أو بأخرى إلى الداخل السعودي، وجنَّد من الأتباع ما يجعل له (جذوراً حركية) في بلادنا.
الأمر الآخر الذي يجب أن نتنبه إليه ما كشفه الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حسب ما جاء في جريدة (المصري اليوم) العدد الصادر في 24 سبتمبر 2008 أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين (كان يعقد اجتماعات في مكة المكرمة والمدينة المنورة أثناء مواسم العمرة والحج، لكنه لم يذكر مواقيت وسنوات هذه الاجتماعات.. وقال القرضاوي، أحد القيادات السابقة لجماعة الإخوان المسلمين في مذكراته التي ينشرها موقع (إسلام أون لاين)، إن هذا المكتب - يقصد التنظيم - يعقد جلساته كل سنة مرة في أي مدينة يتيسر اجتماعه فيها من مدن العالم العربي والإسلامي، وكثيراً ما تمَّ الاجتماع في مكة أو المدينة تحت مظلة العمرة).
إلى اللقاء.