الجزيرة: سعود الشيباني
كرم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ثلاثة من رجال الأمن بترقية ونوط الإنقاذ لشجاعتهم وإنقاذهم أسرة بعد ان جرفتهم السيول وادي المسنا بمنطقة عسير.
وقام مدير عام حرس الحدود اللواء زميم بن جويبر السواط نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بترقية الجندي عواض بن جابر آل محاج من منسوبي حرس الحدود بمنطقة عسير إلى رتبة جندي أول بصفة استثنائية ومنحه نوط الأنقاذ لقيامة باعمال بطولية ساهمت مساهمة فعالة بصورة غير عادية أدت إلى المحافظة على الأمن الوطني والمصلحة الوطنية العليا وإنقاذ حياة الآخرين، كما تم منح الرائد مسفر بن عايض القحطاني من منسوبي حرس الحدود بمنطقة عسير ووكيل الرقيب ثاني بن جابر آل مقرح القحطاني أحد منسوبي قيادة المنطقة الجنوبية بوزارة الدفاع والطيران نوط الإنقاذ لقيامهما بأعمال بطولية جليلة لإنقاذ حياة الآخرين ومساعدة زميلهم عواض آل محاج.
واعلن اللواء زميم السواط عن سعادته وزملائه بهذا العمل الأنساني والديني والوطني الذي قام به ثلاثة من رجال الأمن مؤكداً حرص ولاة الأمر - يحفظهم الله - في رعاية وحماية مصالح المواطنين عموماً وعلى وجه الخصوص رجال الأمن الذين قاموا بعمل جبار.
مبيناً ان رجال الأمن ساهموا بعد عناية الله ولطفه في انقاذ أسرة المواطن مانع بن عيفان آل مفتاح واسرته المكونة من زوجته وأربعة من أبنائهم من بينهم طفلة رضيعه إلى حادث غرق حين جرفت سيارتهم ذات الموديل (1983م) سيول وادي المسنا المؤدي إلى الربوعه بمنطقة عسير حتى غطت المياه سيارتهم وسط ذهول المتواجدين في الموقع وكان ضمن المتواجدين بالمواقع الجندي عواض آل محاج وعندما رأى المشهد وصراخ الأطفال والأسرة نطق بالشهادة أمام الحضور ورمى بنفسه في الوادي حتى وصل إلى سيارة العائلة وأخذ ينقذهم وأحداً تلو الآخر حتى أنه فقد جميع ما كان يحمله من اثباتات وبطاقات شخصية وبعض حاجاته الأخرى في موقف مهيب وبطولي كاد أن يفقد حياته فلما شاهده الرائد مسفر والوكيل الرقيب ثاني قاما بمساعدته في تناول أفراد الأسرة واخراجهم إلى حافة الوادي.
وقال اللواء السواط نظراً لما قام به رجال الأمن من عمل بطولي في انقاذ ارواح الآخرين وعمل يعكس الصورة المشرفة لشجاعة وتضحية المواطن السعودي بشكل عام ورجل الأمن بوجه خاص فقد كان هذا العمل محل اهتمام وتقدير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - يحفظه الله - والذي وجه بترقية الجندي ومنحهم جميعاً نوط الإنقاذ.
وقال اللواء السواط: كلفني سموه الكريم بإنفاذ هذا التكريم وابلاغ شكره وتمنياته بالتوفيق لهم وانني بهذه المناسبة نيابة عن المكرمين وكافة منسوبي حرس الحدود أتوجه لسموه بالشكر والأمتنان على هذا التكريم الذي نعتز به جميعاً وأن رجال الأمن يعتبرون هذا التكريم من الأمير محمد بن نايف مصدر فخر واعتزاز يأخذ بأيديهم إلى ميادين التضحية والفداء وينمي في نفوسهم الحس الأمني الذي يقودهم إلى توفير الأمن والسلامة لكل مواطن حتى ولو كان ذلك ثمنه فقد أرواحهم.
واختتم حديثه بالدعاء لله ان يديم علينا نعمة الأمن ويحفظ لنا قائدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وسمو نائب وزير الداخلية ولمساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.
وقام بعد ذلك اللواء زميم السواط بتقليد الجندي اول عواض رتبته ومنحهم نوط الأنقاذ.
من جهة اخرى تحدث في البداية الرائد مسفر القحطاني من حرس الحدود بالمنطقة الجنوبية حيث قال في (23- 7- 1430هـ) هطلت امطار غزيرة جداً على منطقة عسير سالت على اثرها الأودية والشعاب ولم تعهدها المنطقة منذ سنين عديدة واثناء تواجدي بوادي المسنا التابعة لظهران الجنوب بصحبة اثنين من اطفالي واثناء تواجدي والأخ الوكيل رقيب ثاني بمحاذاة الوادي من الجهة المقابلة شاهدت سيارة قديمة داخل الوادي محتجزها السيل والأمطار تنهمر بقوة شديدة حتى انهاء تحجب الرؤى على مسافة قريبة جداً ورتفع منسوب المياة حتى بدأت السيارة تختفى وكان من الجهة القريبة من السيارة زميلنا الجندي عواض آل محاج.
وكنا نسمع صرخات الأطفال والبالغ عددهم اربعة من بينهم رضيعة والزوجة وزوجها واحياناً يختفون تحت الأمطار حيث بادر بكل شجاعة واقدام الجندي عواض حيث تقدم بسرعة باتجاة الأسرة ومن ثم بدأت انا واخي ثاني بمساعدة حيث شكلنا جسر انقاذ للأسرة وتم انتشالهم واحداً تلو الآخر وسط صيحات وصرخات الأسرة التي شارفت على الوفاة.
وواصلنا عملية الإنقاذ والأمطار تنهمر ونحمد الله ان وفقنا في انقاذ عائلة كاملة دون حدوث مكروه لهم.
وقال الرائد القحطاني: شاهدنا الأب يرفع ابناءه الواحد تلو الأخر بعد ان يغطيهم الماء كما ان صيحات الاستغاثة ترفع من معنوياتنا لانقاذ الأسرة وقد واصلنا العمل حتى اخراج الجميع لبر الأمان بالرغم من الصعوبات والمخاطرة التي جازفنا بحياتنا لانقاذ الأسرة.
وقال الرائد القحطاني : كان هناك عدد من المواطنين شاهدوا عملية الإنقاذ
استغرقت قرابة الساعة من الجهد المتواصل مشيراً إلى ان الجهد الاساسي في انقاذ الأسرة كان للأخ عواض حيث دخل للسيارة واخرج افراد الأسرة وقام بتفتيش السيارة للتأكد من عدم وجود اشخاص بها حيث كان الأب والأم يصرخون ويقولون اطفالنا بالسيارة ونحن لا نعلم كم عددهم وتم تفتيش السيارة بدقة من قبل زميلنا. وبين الرائد القحطاني من ما قمنا به هو واجب انساني وديني ووطني وعملنا كرجال أمن دفعنا لمد يد العون لمن يطلب المساعدة..
ورفع شكره وتقديره للأمير محمد بن نايف على اهتمامه وتكريمه لنا، وان يديم علينا نعمة الأمن والأمان ويحفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين ويعد ولي العهد سالماً معافا.
اما الجندي عواض فقال ان ماقمت به من عمل كان لوجه الله حيث نطقت بالشهادة وغامرت لإنقاذ الأسرة وبعد الدخول للوادي جرفني السيل على مسافة150 متراً ثم عدت مرة اخرى ووفق بالوصول للأسرة وتم إنقاذهم. حيث بدأت اولاً بانقاذ الرضيعة وبعدها الأطفال ثم الزوجة وزوجها.
وجه الجندي عواض رسالة لجميع المواطنين من عدم المغامرة والدخول في الأودية خلال هطول الأمطار لما يشكل من مخاطر لا يحمد عقباها.
اما الوكيل الرقيب ثاني القحطاني فقال عندما شاهدت الأخ عواض جازف بنفسه لأنقاذ الأسرة ساقني القدر لمساعدتهم ونحمد الله على التوفيق وانقاذ الأسرة دون وقوع خسائر في الأرواح مشيرا إلى انه دخل هو والرائد مسفر وتم ولله الحمد ان انقذنا الأسرة حيث من الصعب وصول فرق انقاذ الدفاع المدني بسبب ان الأمطار ساهمت في اتلاف الطرق المؤدية لموقع الحادث كما شبكة الجوال بهذه المنطقة لا يوجد ارسال.