اتصالات ببلاش، هذا ما سيحدث.. قولوا معي آمين!
تابعوا ما يجري، وعلى مستوى كل العالم، وستتملككم الدهشة، فالاتصالات تمارس حالة فريدة تعاكس تيارات التصاعد المستمر في الأسعار.
عشرات الآلاف من الريالات كنا ندفعها منذ سنوات للحصول على الجوال وخدماته، الآن الخدمة متاحة للكل، سواء لسكان أدغال إفريقيا، أو القاطنين في أفخم فنادق أوروبا.
ورسوم الخدمة، وقيمة المكالمات، والتخفيضات المستمرة فيهما.. كلها ظواهر تكتسح سوق الاتصالات في أنحاء الدنيا، وخدمة الاتصال تتسع، والكل يحمل في جيبه جوالاً واحداً على الأقل، وأجهزة تتسرب للأسواق من ذوات الشريحتين والثلاث، وحتى الأطفال يأخذون نصيبهم من الجوالات، ولن تمر فترة قصيرة إلا ويصبح الجوال جزءا من الشخص، لا يمكن الاستغناء عنه، مثل الملابس وبطاقة الهوية.
الناس كلهم، وأنا منهم، يريدون المزيد من تخفيض الأسعار الاتصالية، وأظن أن الاتصال السهل سيصبح حقاً من حقوق الإنسان، فأنا أتصل، إذن أنا موجود!! والمسألة، فيما يبدو، أصبحت مسألة وقت، فتكلفة الخدمات الاتصالية تتقلص، لأن البنيات التحتية اكتملت، واستردت الكثير من شركات الاتصالات رؤوس أموالها التي تم إنفاقها، كما أن المنافسة أشعلت حرب أسعار يستفيد منها المستهلك.
لكن السؤال: إذا أصبحت الاتصالات مجانية، فمن أين ستأتي شركات الاتصالات بالإيرادات التي تمكنها من دفع المرتبات والإيفاء بنفقات التشغيل، وتحقيق الأرباح؟
الإجابة بسيطة، وهي (الدعاية والإعلان)، فرسائل الجوال من أسهل وسائل الترويج وأكثرها فعالية، وإذا استمر تصاعد الوعي في هذا الجانب، فسيأخذ الجوال نصيبا وافراً من كعكة الإعلان مستقبلا، وسيتمكن من تجاوز تكاليف التشغيل إلى تحقيق أرباح مجزية يسيل لها اللعاب.
طبعا الاتصالات لن تكون مجانا بشكل مطلق، فالمثرثرون والمثرثرات لا بد من وضع بعض القيود عليهم، على الأقل لمنع اختناق الخطوط، وما أتوقعه ازدياد العروض بالدقائق المجانية، ثم التوسع ل(ساعات مجانية)، ثم (أيام مجانية)، و(أسابيع) مجانية، وهكذا!
الأمور تبدو سائرة في هذا الاتجاه، والقرية الكونية ستخلو من رسوم الاتصال.
فقط احلموا معي، واصبروا معي.. وقولوا (آمين) معي!
Shatarabi@hotmail.com