في مثل هذه الأجواء الصيفية الحارة وفي زحام المدن الكبرى ووسط الذروة المرورية ومكيف هواء السيارة معطل، يستطيع الإنسان اختبار قدراته على مواجهة الطوارئ، والتصدي للمواقف التي تزيد الأعصاب توتراً، فكل منا قد يكون لديه إحاسيس ومشاعر تجاه هذه المواقف غير أنها كامنة وفي سبات عميق في غياب المؤثرات والمنبهات لها، وحين يحدث الموقف أو الطارئ تبدأ الرسائل السريعة التي تستثير مراكز الإحساس فتحدث الاستجابة التي تُقرأ بانفعالات الإنسان ومؤشراتها اللفظية والحركية، وعليها يقاس مدى قدرة هذا الإنسان على المواجهة، فقد تناسبه إحدى هذه الصفات بتدرجها الإيجابي: حكيم، عاقل، منطقي، مرن، بسيط، وربما تكفيه صفات عكس هذه كلها وهي كذلك تتدرج بالسلبية بدرجة تعامله مع الموقف.. إذن هذه الصفات في حقيقتها تلتصق بكوامن النفس غير المستثارة وتتأكد من ردود الفعل بعد الاستثارة، فلا يمكن أن نصف من ينزل من سيارته عند أبسط مواقف الخلاف مع سائق مركبة أخرى وبيده عقاله أو آلة حادة استعداداً للعراك بأنه رجل حكيم أو عاقل، فالحكمة والتؤدة تؤدي لضبط الجوارح واللسان.. قال رجل ظريف لصديق أكثر ظرفاً: إني أرى نفسي أحياناً وكأني فص بصل!! فرد صديقه بقوله: فعلاً فإننا أحياناً نرى أنفسنا على حقيقتها.