كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن مسؤوليين أمريكيين سيصلون إلى تل أبيب للحديث مع المسؤولين الإسرائيليين عن مدى نية إسرائيل في مهاجمة إيران، والتأكد من أنها لا تخطط لضرب منشآتها النووية، رغم أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس صرح عند وصوله إلى إسرائيل أن خيار الحوار مع إيران لن يبقى مفتوحاً إلى الأبد، كما اجتمع مع وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك الذي ألمح إلى الخيار العسكري ضد إيران، بقوله إن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الملف النووي الإيراني.
في المقابل صرح يوم الأحد 26 يوليو محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري لقناة (العالم) الإيرانية الناطقة بالعربية أن إيران ستضرب المنشآت النووية الإسرائيلية بقدرتها الصاروخية إذا ما تعرضت إيران لاعتداء إسرائيلي، كما قال زعماء إيرانيون إن إيران سترد على أي هجوم باستهداف مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
هذه التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل تثير هواجس القلق العام إزاء استقرار منطقة الخليج لأنها تجعل منها ساحة حرب، وهي التي مرت بثلاثة حروب طاحنة عطلت التنمية في المنطقة وأشغلت العالم بتداعياتها، لذا يتوجب على العقلاء ومحبي السلام في الحكومات الغربية والمنظمات الدولية إلى اليقظة التامة للمغامرات العسكرية، والعمل الجماعي الواعي بتحمل المسؤولية الدولية إزاء منطقة تعد الأكثر حيوية وإستراتيجية في العالم، بنزع فتيل أزمة الملف النووي الإيراني وكبح أي تهور إسرائيلي، وعدم ترك المجال لتطرف الجانبين (الإسرائيلي والإيراني) في التعامل مع الأزمة، فكما تستطيع إيران أن تنقذ نفسها ودول المنطقة من تطورات مدمرة وغير محسوبة بجلوسها على طاولة الحوار للحد من تطوير قدراتها النووية، فإن الغرب بشقيه (الأمريكي والأوروبي) يستطيع أن يمنع إسرائيل من اتخاذ خطوة عسكرية، قد تجر ويلات حرب مدمرة على كل المنطقة، وعلى الغرب أن يدرك أين تكمن مصالحه التي لا تشكل فيها إسرائيل الجزء الأكبر مقارنة بمنطقة الخليج، كما على إيران أن تؤكد مقولتها بأن أمن الخليج مسؤولية دولية، ما يعني مسؤوليتها بعدم تعريضه للخطر أو إعطاء المبرر لإشعال حرب جديدة فيه، من خلال تعزيز كل فرص الحوار مع المجتمع الدولي بشأن ملفها النووي.