مثلما يحق لنا أن نفخر ونفرح باحتلال دوري المحترفين السعودي المرتبة السادسة عشرة عالمياً، وبمقدار ما نثمِّن ونعتز ونقدر رعاية واهتمام القيادة الرياضية والجهود المخلصة من الجميع - أندية واتحاداً ولجاناً وهيئة احتراف-.. فإننا في المقابل نتطلع إلى المزيد وإلى معرفة العوامل والظروف التي ساهمت في بلوغه هذا المركز المتقدم ونتمسك بها ونطورها، وكذلك إلى عدم التغاضي عن تلك الأخطاء الجسيمة والقرارات العكسية العشوائية والتصرفات المتناقضة، وضرورة الإلمام بها ومحاسبة المتورطين بارتكابها..
ما أخشاه أن تأخذنا عواطفنا وتورطنا مجاملاتنا ف(نطير في العجة) وإلى حيث المبالغة والتعالي والاستسلام لمقولة إننا دائماً وأبداً نحن الأفضل والأكمل والأجمل والأمثل كما هي اللزمة اليومية للمذيع (الأنشط!) مصطفى الآغا، دون أن نفهم أننا ما زلنا في بداية طريق الاحتراف، ولدينا من الثغرات والمعوقات والقصور في الإدارة والملاعب والمنشآت والاستثمار والفكر والثقافة والقوانين واللوائح والأنظمة ما يجعلنا عرضة للتراجع إلى المراكز المتأخرة إذا لم نسع بجد واجتهاد ومثابرة إلى تصحيح الأخطاء وتطوير الأداء والاتجاه نحو التخصيص والاحترافية، إضافة إلى أهمية أن ندرك ونضع في حساباتنا وقياساتنا أن لأندية الاتحاد والهلال والشباب والأهلي والاتفاق دوراً مؤثراً وبارزاً في تقدمنا اللافت والكبير خلال التصنيف الأخير..
في تقديري أن المسئولية الكبرى في هذا الوقت الحساس تقع على عاتقنا نحن كإعلام رياضي، فلا نبالغ في جلد ذاتنا ونصادر على أنفسنا سعادتنا وابتهاجنا بهذا المنجز, مثلما لا يليق بنا استخدامه كمعيار نهائي وشامل وصحيح لقياس واقعنا الحقيقي، وإننا بموجبه أصبحنا تمام التمام وفي القمة وحدنا إلى الأبد بلا منازع أو منافس..
هذا هو الحل
منذ انطلاق قناة الزعيم والعلاقة بين جماهير نادي الهلال وقنوات (art) ليست على ما يرام ودائماً ما تشهد تجاذبات واعتراضات وانتقادات لاذعة من جانب الجماهير الهلالية لدرجة أنها هددت ورفعت غير مرة شعار المقاطعة، بسبب أخطاء مهنية وتقنية اعترف بها وليد الفراج في حواره الأخير مع الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وهو تصرف ذكي وإيجابي يُسجل للفراج وللقناة، بَيْد أن القضية أكبر من ذلك لأسباب بعضها خارج إرادة القناة، ولا علاقة له بتوجهاتها.. وتتعلق بأمر مهم لا بد من أخذه بعين الاعتبار وهو أن الهلال بشعبيته وبطولاته ومستوى وثقافة جماهيره, وقوة وأهمية ومكانة ورقي أعضاء شرفه يختلف تماماً عن سائر الأندية الأخرى، والتعامل معه ومع أجوائه ومكوناته ومع متطلبات وطموحات أنصاره لن يكون عملاً سهلاً ومريحاً في الأمور الإدارية والتدريبية والعناصرية في النادي عموماً والفريق الكروي تحديداً فما بالكم في قناة تلفزيونية قيمة اشتراكها مرتفعة وتحمل اسم النادي، وبالتالي من الطبيعي أن تُطالب أكثر من غيرها بدعم الهلال وأن تكون منصفة له ومدافعة عن حقوقه وملبية لرغبات وتطلعات جماهيره..
إزاء ما تقدم، ولاحتواء ما يمكن احتواؤه، ولضمان بناء علاقة جديدة منضبطة وناجحة تعتمد على الاحترام والثقة المتبادلة والمصلحة المشتركة والمربحة للطرفين، ولحجم الأعباء والمهام والمسئوليات وتوسع وتنوع مواد وتغطيات ومشاريع وقنوات وبرامج راديو وتلفزيون العرب أتصور أن إسناد إدارة القناة من الجانب الهلالي وبالتنسيق والتفاهم مع الإدارة الرئيسة لـ (art) سيكون الحل الأنسب والأكثر قبولاً وإقناعاً للهلاليين أنفسهم، خصوصاً فيما يتعلق بالسياسات العامة وهيكلة البرامج للقناة، وتحديد سعر معقول ومناسب ومغرٍ يزيد أعداد المشتركين، والمبدأ ذاته يصلح ويسري على قنوات الأندية الأخرى..
خلوها رياضية
في ظل وجود وانتشار الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، وضعف بل انعدام الدور الثقافي والاجتماعي في الأندية الرياضية وتفرغها تماماً للشأن الرياضي واقعاً وهدفاً واهتماماً وممارسة، أتساءل دائماً عن الإصرار على إقحامها بأن تكون ثقافية واجتماعية وليست رياضية فقط، على الرغم من أن السنوات الطويلة الماضية أثبتت أنها مجرد مسميات شكلية روتينية لا طعم ولا جدوى ولا قيمة ولا معنى لها، وأنها أبعد ما تكون عن هذين المجالين..؟! أين هي من مهرجانات ومراكز وفعاليات الصيف السياحية؟ ماذا قدمت للشباب وللمجتمع لقضاء وقت فراغه ورفع مستوى وعيه وثقافته وسلوكياته؟..
بدلاً من هذه الازدواجية وإهدار الجهد والوقت والمال على لا شيء.. حان الوقت لإعادة تنظيم وتقنين واجبات وأدوار الأندية لتكون رياضية كما تريد هي أن تكون، وكما نراها ونعرفها ونتعايش معها..
***
* اختيار الأمير عبد الرحمن بن مساعد للجنة دوري المحترفين الآسيوي المؤقتة إضافة إدارية قوية وغنية للاتحاد الآسيوي بصفة عامة.
* ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتدخل فيها شيخ الكرم والجود والطيب علي الجميعة لإنقاذ الطائي والجبلين من أزماتهما المالية الخانقة..
* أخطأت إدارة الاتحاد في التساهل مع تمرد نور، ومثلها فعلت إدارة الأهلي في إبعادها لوليد الذي يستحق عقوبة الحسم والإيقاف وليس الطرد النهائي..
* إلى متى يضحكون عليكم ويشغلونكم بتصويت انتهازي فارغ وسخيف لا قيمة له؟
* الدوري وحده كفيل بالحكم على نجاح أو فشل المعسكرات الخارجية للأندية..
* ما سر ارتباط منتخبنا بمباريات تجريبية دائماً ما تتكرر أمام المنتخب السوري؟