تسعى المدن كافة إلى تحسين منتزهاتها لتكون واجهة البلاد ومأوى لكل زائر يجد فيها المتعة والراحة والاستقرار بعد عناء ومشقة، وخاصة في أوقات الإجازات الطويلة والقصيرة.
ومدينة الرياض إحدى المدن التي حظيت بحظ وافر من التطوير والتحسين في شتى
الميادين حتى أصبحت ذات طابع حضاري متميز.
ولو بحثنا عن أماكن الترفيه والنزهة التي يقضي فيها معظم سكان الرياض أوقاتهم في الإجازات لوجدنا من أهم تلك الأماكن (الثمامة - شرق الرياض) الغنية بمنتزهاتها البدائية، لكون مدينة الرياض تقع في وسط المملكة وليس لها حظ من الشواطئ البحرية.
لذا فإن من الواجب أن يعنى المسئولون في أمانة مدينة الرياض بهذا المنتزه (الثمامة) عناية فائقة تعطي الصورة المرجوة وتؤدي الغرض منها، لأن واقع الحال غير مرض. فإن الذاهب لهذه المنطقة لا يجد ما يشجعه على البقاء فيها، بل يزداد الأمر سوءاً حينما يرى الجو مفعماً بالغبار والأتربة والناس جلوس يستنشقون الهواء الملوّث على مسمع من صرير الدراجات النارية (الرباعية) التي تجوب المنطقة من هنا وهناك دون رقيب ولا حسيب، وتزيد من عناء الزوار بالضجيج وإثارة الغبار.
ناهيك عن المنتزهات القائمة التي لا تخضع لأي تجديد أو تطوير وإنما تحرص على الرسوم أكثر من حرصها على تقديم الخدمة الأفضل. وقد أصاب كثير من موجوداتها البِلى لطول العهد بها دون ترميم أو صيانة.
ألا يمكن لأمانة الرياض أن تعيد النظر في هذا المرفق الحيوي الذي لا يجد أهل الرياض بديلاً عنه؟
ألا يمكن وضع خطة سياحية محكمة لتطوير هذه المنطقة لتكون متنفساً حقيقياً لأهل الرياض؟
ألا يمكن شغل المساحات البيضاء بإقامة مدن سياحية تابعة للأمانة تزيّنها المساحات الخضراء، ويتوفر فيها كافة سبل الترفيه والراحة للعائلات بطرق منظمة وإدارة محكمة.
ألا يمكن القضاء على تجوال الدراجات النارية والسيارات التي تصول وتجول في المنطقة دونما حاجة. وتخصيص أماكن لها؟
ألا يمكن تزويد المنطقة بالخدمات الضرورية المجانية كدورات المياه والمصليات وملاعب الأطفال؟
أنا على يقين بأن الأمانة تستطيع عمل ما هو أفضل من ذلك في هذه المنطقة؛ فمن استطاع تطوير مدينة من أكبر المدن لا يعجز عن تطوير حي من الأحياء، الناس بأمس الحاجة إليه.
فنحن بانتظار أن نرى واحة غنَّاء بدل هذا العناء.
فأبشروا وأمّلوا خيراً يا أهل الرياض.
المعهد العالي للقضاء
للتواصل: dr-alhomoud@hotmail.com