Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/07/2009 G Issue 13450
الأحد 04 شعبان 1430   العدد  13450
قراءة في كتاب
الرس أحداث خالدة وصور شاهدة (لمؤلفه صالح بن محمد المزروع)

 

كتاب جديد صدر حديثاً في طباعة أنيقة يحكي جزءاً من تاريخ الرس العريقة للأستاذ صالح المزروع أحد أبناء محافظة الرس بذل فيه جهداً واضحاً قطع في تأليفه الفيافي والقفار، حيث لا يكفيه سماع الحادثة أو القصة، بل يرحل لموقع تلكا لحادثة مصوراً لموقعها، وباحثاً عن أثر لها، تابعت آخر مراحل البحث، واطلعت على فهرس الكتاب قبل طاعته وزودته ببعض الآراء.

جاء الكتاب في كثير من عناوينه بأشياء جديدة لم يسبق لها من قبل دعم بحثه بالكم الهائل من الصور القديمة للأشخاص والمواقع الأثرية والتاريخية لكنه كغيره من الكتاب والباحثين عليه بعض الملاحظات، التي هي من طبيعة البشر وهذه الملاحظات التي سأذكرها لن تحط من قيمة الكتاب، وقد يعذر المؤلف في ذلك.

وفي هذه القراءة وبناء على طلب المؤلف أدون هنا ملاحظاتي على الكتاب، وهو راي آمل أن يكون صحيحاً أو قريباً من الصحة، لا ألزم أحداً به، آملاً أن يستفيد المؤلف منها في طباعته الثانية.

أولاً: التقديم ص 9:

قدم للكتاب الدكتور صالح بن حسين العايد أستاذ النحو السابق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية مقدمة رائعة كما عهدنا في كتاباته، الأدبية الجميلة، تمنيت على الدكتور إن كان التقديم بعد تسمية الكتاب، ليتمكن المقدم من وصف الكتاب وصفاً يتناسب ومادة الكتاب.

ثانياً: قبل البداية ص (15 - 17) وقفات تاريخية لآل سعود في الرس ليت المؤلف أدرجه ضمن الفصل الخامس من الباب الأول في المبحث الثاني والثالث بالنسبة للملك عبدالعزيز قبل معركة الوادي.

وبالنسبة لزيارة الملك سعود للرس لو تم وضعها في المبحث الأول من الباب الثالث وتحت عنوان آخر مثلاً: الملك سعود في الرس كمقدمة للفصل.

ثالثا: الباب الأول ص (23).

يستحسن أن يكون هذا الباب بعد مقدمة المؤلف مباشرة.

الموقع الجغرافي الفصل الأول من الباب الأول ص (26).

لم يذكر موقع الرس بالنسبة لخطوط الطول والعرض ولا حدودها بالنسبة لبلدان المنطقة.

سور الرس القديم ص (30).

أحسن المؤلف بمحاولته ذكر مساحة السور القديم لكنه لم يفصل ذلك يذكر أطواله من الجهات الأربع ليمكن للباحث التأكد من صحة المساحة التي ذكرها ولم يحدد أي الأسوار هو!! لكن السور الذي ذكره هو السور الثاني الذي بناه أهل الرس استعداداً لحرب إبراهيم باشا للرس ولنجد، لإسقاط الدولة السعودية الأولى.

أما السور القديم فهو الأول الذي بناه الأمير عبدالله الدهلاوي -رحمه الله- في الصنف الثاني من القرن الثاني عشر.

قوله في ص (31) ليس له تاريخ محدد لبنائه (يقصد سور إبراهيم باشا) وهو الثاني أقول: تاريخ بنائه في عام 1232هـ استعداداً لحرب الباشا إبراهيم ذكر ذلك الشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش -رحمه الله- في وثيقة كتبها بخطه بدون تاريخ.

رابعاً: الفصل الثاني من الباب الأول:

عند ذكره لمحة عن تاريخ الرس في ص (38) يقول: كانت الرس قبل عام (950هـ) عبارة عن موارد مياه يقصده الناس لوفرة المياه الصالحة للشرب، ولوجود المراعي الخصبة.

أقول: المعروف تاريخياً أنها كانت موارد للمياه لبني أسد في الجاهلية وفي العصر الإسلامي كانت بني أسد مستقرة فيها حتى أمر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، منهم ومن القبائل العربية المجاورة لها في نجد الانخراط في جيش الفتوح الإسلامية في العراق، يقول الشيخ المؤرخ إبراهيم بن ضويان -رحمه الله- عن الرس: (هو لبني منقذ بن أعياء من بني أسد، خرب برحيلهم إلى العراق)(1). وكانت عامرة في القرن الثالث الهجري كما قال يعقوب بن السكيت (2) ويقول في نفس الصفحة، وكان عبارة عن قصر يتبعه مزرعة صغيرة لا أعتقد أن الرس كما يقول إذ كان الرس في تلك السنة يسكنه أناس منهم؛ آل صقيه وآل دعيجي، حيث يوجد به عدد من البيوت القديمة والمزارع لتلك الأسر، انقرضت ولم يبق منها سوى البيوت الواقعة في وسط البلد ومزرعتي الجفير والرداحية. وفي نفس الصفحة قال: استمر الرس على هذه الحال حتى عام (1200هـ) حيث برز أمس الشجاع سعد الدهلاوي. والصحيح أن سعد تولى الإمارة بعد أبيه عبدالله في حدود عام 1180هـ ورد اسمه في حصار سعدون بن عرير الخالدي لبريدة عام 1196هـ، حيث أغار على غنم بن عريعر عند الشبيبة وساعد أهل بريدة بالرجال وملح البارود (3). وفي نفس الصفحة عند الماحته لحصار إبراهيم باشا للرس قال: وبرزت أسماء نذكر منها الأمير منصور العساف، الذي أصيب بالمعركة، والشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس، وقائد الحامية عبدالله بن سعود محمد بن مزروع.

ويُلحظ عدم تثبته من قائد الحامية هنا فيذكر أنه محمد بن مزروع، وقد نقل المؤلف نصاً عن الدكتور عبدالله الموسى يذكر فيه بأنه حسن بن مزروع كما في ص (71). فعند بن بشر(4) أنه حسن بن مزروع، وعند غيره محمد بن مزروع(5).

وفي ص (39) يقول: في عام 1325هـ بعد مقتل بن رشيد استدعى (الملك عبدالعزيز) ثلاثة رجال من أهالي الرس هم ابن شارخ، وصالح بن عذل، وحسين العساف (أخو صلجاء) وعين العساف أميراً على الرس وعين ابن عذل مستشاراً، وبن شارخ عاد إلى الرس والصحيح: أنه بعد معركة روضة مهنا ومقتل بن رشيد عام 1324هـ قدم الملك عبدالعزيز إلى الرس، وأرسل رسوله لأمير الرس آنذاك حسن العساف فخرج ومعه صالح بن عذل وأخبره بمقتل بن رشيد، وطلب منه المبايعة وبعد أن علم بذلك بايع الملك عبدالعزيز وعين بن عساف أميراً في الرس، وأما بن عذل فألحقه بخدمته(6).

وكذا رواية محمد العساف محافظ الرس السابق، يذكر أن الملك عبدالعزيز حضر للرس لاستعادتها سلماً وعسكر شمال الرويضة وأرسل مندوبه لحسين العساف وبعد أن أبلغه بمقتل بن رشيد بايعه هو وابن عذل نيابة عن أهل الرس، فعين حسين أميراً في الرس وألحق بن عذل بمعيته.

يقول مقبل الذكير بعد أن ذكر اغارته (بن سعود) على أحد خصومه ونزل قصر بن عقيل فأرسل إلى حسين بن عساف أمير الرس بدعوة إلى الطاعة، فاستأمنه فأمنه، وخرج إليه هو وصالح ابن عذل فبايعاه، وأراد إرجاعهما إلى موضعهما فاختارا الإقامة بخدمته ثم عين صالح بن عبدبالعزيز أميرها السابق أميراً في الرس (7).

أما بن شارخ فلا أعلم أنه كان معهما في المفاوضة، وليت المؤلف أسند لنا هذه الرواية وذكر اسمه كاملاً.

خامساً: الفصل الثالث من الباب الأول:

في ص (48) قال: لن أتحدث عن أمراء الرس منذ تأسيسه عام 985هـ وقد سبق أن ذكر في ص (38) في لمحة تاريخية، بأنه تأسس سنة 950هـ، ولم يذكر المؤلف سبب عدم ذكره لأمراء الرس.

وفي ص (49) عند ذكره لأمراء الرس أشار أن محمد العساف تولى الإمارة عام 1339هـ، والصحيح أنه تولاها عام 1337هـ بعد أخيه حسين.

سادساً: في ص (55)، ذكر أن منصور العساف تولى الإمارة عام 1405هـ، والصحيح أنه تولاها في 15-2-1402هـ.

سابعاً: في ص (56) وضع علامة استفهام على تقاعد المحافظ محمد العساف والمعروف أنه تقاعد في شهر رجب عام 1417هـ.

ثامناً: الفصل الخامس من الباب الأول في ص (63).

في حديثه عن إصابة الأمير منصور العساف وتسلم القيادة للشيخ فرناس لم يذكر تعيين الأهالي علي بن إبراهيم بن شارخ الإمارة.

في ص (65) وضع صورة لجزء من سور الرس الحالي من جهة الشمال وقال: وبواسطة هذا صمد الأهالي أمام مدافع إبراهيم باشا.

والحقيقة أن هذا السور جزء من السور الثالث الذي بني في عام 1323هـ في إمارة صالح بن عبدالعزيز الرشيد، ولم يبق منه الآن سوى البوابة الشرقية الواقعة في منزل حسين العساف (أخو صلجاء).

في ص (71) تحت عنوان (الصلح بين الطرفين)، فكانت المرة الأولى حينما عولوا على رئيسهم حسن بن مزروع.

والحقيقة أن حسن بن مزروع ليس رئيس أهل الرس وإنما هو رئيس المدد الذي أرسله الإمام عبدالله بن سعود لمساعدة أهل الرس.

في ص (72) قال: حتى جدد أمير المدينة حسن بن مزروع عقد الصلح مع الباشا.

ومع المعروف تاريخياً أن حسن بن مزروع ليس أمير المدينة وإنما الأمير وقت الحصار علي بن إبراهيم بن شارخ والذي عقد الصلح مع الباشا الشيخ قرناس بن عبدالرحمن، وفي ص (79) عند حديثه عن حصار بن رشيد للجندلية، ذكر عدد الذين قتلوا في الحصار أنهم ثمانية والذين نجوا اثني عشر رجلاً، بينما رواية عبدالله الرشيد أن القتلى اثنا عشر والذين نجوا سبعة(8).

ص (89): أشار فيه إلى مشاركة أهل الرس في معركة الوادي لكنه لم يفصل هذه المشاركة، حيث إن لهم مشاركة فعالة مسجلة في وثيقة بخط محمد بن إبراهيم الخربوش -رحمه الله- زودني بنسخة منها الأستاذ عبدالله العقيل.

في ص (94) في معرض حديثه عن الموقف البطولي لابن عقيل في معركة الوادي يقول: حتى إن بن عقيل خلع أبواب المنازل، لوضع الطعام عليها لعدم كفاية الأواني وهذا لي عليه تحفظ، فليس من المعقول في وقت الحرب تخلع أبواب المنازل ولكن يمكن أن توضع في غيرها من الأواني، كالسفر التي تصنع من سعف النخل لا سيما وأن بلدة القصر اشتهرت بزراعة النخيل ولا أظن أنها مفقودة في البلدة، ولكن يبدو أن ذكر هذا القول من باب وصف كرم بن عقيل وهو يستحق ومعلوم.

يتبع

(1) تاريخ بن ضويان ص 35.

(2) معجم مستعجم البكري -ج 2- ص 651 - 652 دار عالم الكتب.

(3) تاريخ بن غنام ص 115 طباعة البابطين ط 1368هـ وتاريخ سليمان البسام من الخزانة النجدية ص 202 وبن بشر ج 1. ص 148 ط دارة الملك عبدالعزيز 1402هـ.

(4) تاريخ نجد ص 387.

(5) تاريخ الدولة السعودية الأولى وحملات محمد علي على الجزيرة العربية من تاريخ مصر في عهد محمد علي لفيلكس مانجان ص 144 والريحاني في تاريخ نجد ص 86.

(6) انظر فهد الرشيد الرس بين ماضيها وحاضرها ص 89 وانظر صالح باشا العذل لحفيده سلطان ص 327 - 328 واختلفت الروايتين عندهما: فالرشيد يقول إنه عين حسين العساف بعد إعفاء أميرها السابق صالح بن عبدالعزيز الرشيد، أما سلطان فيذكر تعيين العساف دون ذكر الرشيد.

(7) مطلع السعود في تاريخ نجد وآل سعود من خزانة التواريخ النجدية الجزء السابع جمع وترتيب سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام رحمه الله.

(8) الرس ص 37 .

قبلان بن صالح القبلان



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد