الجزيرة - الرياض
انطلقت صباح يوم السبت الماضي بمقر أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات دورة (ظاهرة المخدرات.. السلوك والمادة وأساليب الضبط الجنائي) التي تهدف إلى تنمية المعرفة العلمية لدى المتدربين بخصائص ظاهرة المخدرات وفق المنظور الاجتماعي النفسي وتداخلاتها الأسرية والفردية والسلوكية كمحفز للسلوك البشري، كما تهدف إلى تزويد المتدربين بمعلومات علمية متخصصة عن تركيبة المواد الكيميائية وآثارها الطبية المتوقعة على التصرف.
وبدأت فعاليات هذه الدورة بمحاضرة للعميد الدكتور عبد المحسن المقذلي بعنوان (تعريف عام بالمخدرات وأنواعها وطرق كشف المواد المخدرة والمختبرات السرية والسلائف الكيميائية المستخدمة في تحضيرها)، وتطرق من خلال محاضرته عن أضرار حبوب الكبتاجون بإسهاب، مبيناً أنها أقراص تؤدي إلى فقدان الأهلية وهي الوباء القاتل الذي يهددنا وتؤدي إلى الاختلال النفسي والعقلي وتظهر لنا سلوكاً عدوانياً، وذكر أنه يضاف إليها بعض الشوائب مثل الرصاص والزئبق، وقال المقذلي: هناك حقيقة لا جدال فيها أن حبوب الكبتاجون تدمر الخلايا العصبية التي تفرز النواقل العصبية أمثال الأدرينالين والدربامين والسير وونين والسيروتونين وهذا يعود إلى ميكانيكية عمل هذه المادة (الامفيتامين) التي تؤدي إلى إنتاج مواد مؤكسدة من النوادرينالين والدوبامين والتي يستمر تأثيرها لفترة طويلة قد تصل إلى ثلاث سنوات.
وقال المقذلي: إن هناك ما يسمونه المروج الذكي بترويجه مواداً شبيهة منشطة ولكن ليست كبتاجون. وقال إن هذه الأقراص تزيد من العنف غير المبرر. وتنمي الإحساس الخاطئ والشك الزائد والحكم غير الصحيح على أمور واضحة. وهي أقراص ليست لها رائحة ولا يستنكر شكلها.
واختتم الدكتور المقذلي محاضرته عن أضرار مادة الهيروين المخدر وآثاره المدمرة والفورية على الجسم، مستشهداً بضحاياه الذين قضوا نحبهم في دورات المياه من الجرعة الأولى. وقد صاحب هذه المحاضرة عرض شرائح (سلايدات) مؤثرة تفاعل معها المشاركون بالدورة. وذكر أنه قبل خمسة وعشرين عاماً حذر خبير فرنسي خلال محاضرة ألقاها بجامعة نايف عن الهيروين وخطورته.
ثم تحدث أمين عام اللجنة الوطنية المساعد الدكتور فايز بن عبدالله الشهري كمدخل تعريفي عن ظاهرة المخدرات بين الإدمان والجريمة والارتباط الوثيق بينهما. موضحاً أن جميع الجرائم البشعة تكون المخدرات قاسماً مشتركاً فيها مثل جرائم القتل وهتك العرض.