Al Jazirah NewsPaper Sunday  26/07/2009 G Issue 13450
الأحد 04 شعبان 1430   العدد  13450
الصباخ من (هميل) زراعي إلى خضرة يانعة وجداول مياه عذبة

 

بريدة - غالب السهلي

حينما تموت مزارع نتيجة إهمالها بسبب تعدد المواريث واشتراط السبيل بأجزاء منها، بالإضافة إلى انعدام جدواها الاقتصادية العائدة على الأسر المشتركة في ملكيتها فإنه من البديهي أن تبقى الصورة العامة لهذه المزارع (هميل) تاريخية ولحياة كانت مفعمة بالحيوية والسعادة.

فلكل بقعة موقعها في التاريخ ودورها في تكوين سلوكيات البشر، والصباخ الواقع في جنوب مدينة بريدة يبرهن على العمق التاريخي لهذه البقعة الزراعية، وكذا البعد التكويني لسكانه الذين اشتهروا بالزراعة وامتهنوا صنوفها جيلاً إثر جيل. حيث عرف الصباخ قديماً على أنه بقعة حسنة للزراعة، يمتاز بتعدد الآبار العذبة وبجودة التربة الصالحة لزراعة العديد من الخضراوات والنخيل، كذلك فقد شهد الصباخ دخول أول آلة زراعية رافعة للمياه في منطقة بريدة آنذاك، كما شهد الصباخ وقعة حربية تاريخية أطلق عليها (سنة الصباخ)، وشهد كذلك عمارة حديثة في عهد إمارة حجيلان بن حمد أمير بريدة وذلك عام 1192 هـ، وكان يقصده الناس في الصيف بحثاً عن الأجواء الماتعة.

بيد أن عهد الازدهار والنمو الشامل الذي شهدته بلادنا والذي تغيّرت معه طرق كسب العيش، جعل الصباخ هميلاً زراعياً ليس فيه سوى النخيل الميت والحقول اليابسة والآبار المعطّلة، فيتقول الرائي حزناً: (هل للصباخ حياة بعد هذا الممات!).

وتتبدل الوقائع بأمر الله، فما يحدث حالياً للصباخ هو أن الحياة عادت اليه، بساتين من النخيل وحقول من البرسيم وأخرى لكافة أنواع الورقيات وأشجار ذات خضرة يانعة، فيمتد بصر كل من يرى تلك المزارع إلى الخضرة وإلى جداول المياه الصغيرة، ليعود الصباخ بهذه الصورة البانورامية كما كان (غوطة بريدة) كما لقبه بعض من السوريين بذلك قياساً على غوطة دمشق بالنسبة إلى دمشق. وفي منهجية جديدة وأسلوب سهل في عملية التسويق، اعتمد عدد من المزارعين الصباح على بيع محاصيلهم الزراعية داخل مزارعهم كطريقة حديثة تشبه في أسلوبها ما يعتمده المزارعون في هولندا وفرنسا وغيرها من دول القارة الأوروبية في جعل مزارعهم نوافذ تسويقية.

ولعل ما يميز محاصيل مزارع الصباخ خلوها من الأسمدة الكيمائية وذلك لاعتماد المزارعين على الأسمدة العضوية الطبيعية، كذلك خلوها من المبيدات كونها تباع طازجة وفي وقتها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد