الجزيرة - عبد الرحمن السهلي
نفت شركة كيان السعودية للبتروكيماويات تخوفها من أية إجراءات احترازية تقوم بها الصين لحماية صناعتها المحلية من المنافسة الأجنبية (مثل فرض زيادة في التعرفة الجمركية أو منع المنتجات السعودية من دخول أسواقها).
وقال المهندس مطلق المريشد نائب رئيس شركة (سابك) للشؤون المالية ورئيس مجلس إدارة شركة (كيان السعودية) ل(الجزيرة): (إن إجراءات الحماية من الإغراق التي ممكن أن تتخذها الدول الآسيوية (مثل الصين والهند) لا تثير قلقنا في (كيان السعودية)، لأن الشركة لن تبدأ في إنتاجها التجاري إلا في عام 2010، كما أن مثل هذه الإجراءات إذا ما تم اتخاذها فإنها ستكون إجراءات مؤقتة لهدف حماية صناعتها المحلية).
وكانت شركة (كيان السعودية) قد ذكرت في نشرة الإصدار التي وزعتها عند طرحها للاكتتاب العام، أن تلك الإجراءات الاحترازية قد تؤثر سلباً في الشركة وفي فرصها التجارية ووضعها المالي ونتائج عملياتها. وبينت أن الصين تعد أهم الأسواق المستهدفة لمنتجاتها بسبب معدلات نموها الاقتصادي وبالتالي فإن أي تباطؤ في معدل نمو الاقتصاد الصيني قد يؤثر سلباً في الشركة وفرصها التجارية.
وعدت شركة CMAI وهي مستشار شركة كيان لأغراض الاكتتاب أن الأسواق الآسيوية وخصوصاً الصين هي من الأسواق الرئيسة المستهدفة مستقبلاً بالنسبة لمشاريع البتروكيماويات في الشرق الأوسط، حيث إن نمو الطلب في السوق الصينية يفوق حجم الاستثمارات الجديدة لتوسيع الطاقة الإنتاجية، ما يخلق فرصاً تجارية كبيرة للشركات المنتجة ذات القدرات التنافسية العالمية، وعليه فإن الإمدادات الجديدة من المملكة وبدرجة أقل من أوروبا الغربية ستستحوذ على حصة أكبر في هذه الأسواق.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن صناعة البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً دول الخليج العربي تشهد تطوراً متسارعاً، في الوقت الذي تعمل فيه بعض الشركات العالمية وبشكل رئيس في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على خفض مستوى نشاطها في إنتاج بعض المواد البتروكيماوية، بسبب ارتفاع تكاليفها بشكل حاد عكس صناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج خاصةً المملكة، حيث تستفيد من الميزة التنافسية في انخفاض تكلفة المواد الأولية ومصادر الطاقة. وتعد السوق الآسيوية وبشكل خاص (الصين) من الأسواق الرئيسة المستهدفة من قِبل مشاريع البتروكيماويات الخليجية، وذلك بسبب زيادة النمو الاقتصادي في الصين وزيادة اندماجاتها مع الاقتصاد العالمي، كما أن انخفاض معدل استهلاك الفرد في الصين للمنتجات البتروكيماوية مقارنة بالاقتصاديات المتقدمة في أمريكا وأوروبا واليابان يجعل من السوق الصينية هدفاً مهماً لمنتجي البتروكيماويات. وبحسب تقديرات الشركة المتخصصة في الاستشارات الاقتصادية في مجال البتروكيماويات CMAI فإن معدل نمو الطلب السنوي على منتج (الاثيلين) في الصين يبلغ (12%) مقابل (0.5%) و(2%) لكل من أمريكا الشمالية وأوروبا على التوالي، فيما يبلغ معدل نمو الطلب السنوي على منتج (البروبيلين) في الصين (12.6%) مقارنة بـ(1.6%) لدول أمريكا الشمايلة و(2.3%) لدول أوروبا الغربية، كما أن معدل نمو الطلب في الهند على هذين المنتجين يعد مرتفعاً مقارنة بدول أوروبا وأمريكا الشمالية، حيث يبلغ معدل نمو الطلب في الهند على الاثيلين (5.7%) وعلى البروبيلين (7.4%). هذا وتعد أسعار النفط الخام ومعدلات النمو الاقتصادي المحرك الأساس لأسعار المنتجات البتروكيماوية.