جدة - عبدالله الدماس:
قالت أمانة محافظة جدة: إن المياه التي تصب على شاطئ النورس الذي وقع فيه غرق إحدى الفتيات رحمها الله هي مياه جوفية وليست مياه صرف صحي كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، وأن هذه المياه الجوفية ناتجة عن عمليات الحفر الخاصة لإنشاء شبكات الصرف الصحي لتغطية محافظة جدة وتنفذها عدة شركات متعاقدة مع الشركة الوطنية للمياه.
وأفادت الأمانة في بيان صحفي امس أنه نتيجة لأعمال الحفر الجارية حالياً من قبل شركة المياه الوطنية في أنحاء مدينة جدة لإنشاء شبكات الصرف الصحي فإنه يجب التخلص يومياً من 150 إلى 200 ألف متر مكعب من المياه الجوفية مقارنة بـ7000 متر مكعب فقط قبل البدء في مشاريع الصرف الصحي وذلك منعاً لحدوث طفوحات على مستوى المدينة وما يتبع ذلك من تكوين بؤر تساعد على انتشار الأوبئة والأمراض.
وقالت: إنه كحل مؤقت للتخلص من هذه المياه الجوفية حتى الانتهاء من تمديد الشبكة فقد تم السماح لمقاولي شركات الحفر باستخدام شبكات تصريف مياه السيول والأمطار التابعة للأمانة والمتصلة بمحطة الرفع بحي الزهراء المنشأة عام 1415هـ لتصريف المياه الجوفية الناتجة عن عمليات الحفر ويتم تصريف هذه المياه إلى شاطئ النورس بدون عمليات ضخ ولكن من خلال قوة اندفاع الميل الطبيعي لاختلاف المناسيب بعد رفعها في بئر خاص لتصرف بواسطة مجريين من (الصناديق الخرسانية) بطول 3كم ومقابل استخدام شبكات الأمانة لتصريف مياه السيول والأمطار اشترطت أمانة محافظة جدة على مقاولي الحفر التابعين لشركة المياه الوطنية الالتزام بعمل فلترة لمياه الحفر لإزالة الحصى والأتربة والرمال والطمي وكافة العوالق التي بها قبل تصريفها على شبكات الأمانة كي تتوافق مع مواصفات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للصرف على المسطحات المائية كالبحر.
وأكدت الأمانة أنها لا تضخ ولن تسمح بضخ أي مياه صرف معالجة حتى وإن كانت معالجة ثلاثياً على شاطئ النورس أو غيره من شواطئ محافظة جدة ما لم تتحقق الشروط والمواصفات المنصوص عليها من جانب الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
وأردفت تقول: إنه قد تم عمل اختبار معملي للمياه الخارجة من المصب المذكور ووجد مطابقتها للحد المطلوب من الرئاسة فيما يخص احتياج الأوكسجين البيالوجي أحد أهم المؤشرات المستخدمة للحكم على جودة مياه الصرف المعالجة.. أما ما يخص ارتفاع معدل العكارة فقد طلب من مقاولي شركة المياه الوطنية معالجة ذلك من خلال توظيف فلاتر، وبالنسبة لطبيعة المصب وعدم وجود مضخات عليه فإن التدفق باتجاه البحر يقارب سرعة الأمواج المحيطة وليست كما وصفت (بالجارفة).
وبينت أنه نتيجة للجهود المتواصلة للأمانة واستخدامها لأحدث الأساليب العلمية الحديثة في تقنيات الرصد فقد تم رصد أكثر من 600 مصب على البحر تم تصنيفها ووضع خطة عمل للتعامل معها ومتابعتها باستمرار لضمان عدم تكرار مخالفتها للأنظمة علما بأن عددا كبيرا منها عبارة عن مصبات غير عاملة وأن عددا آخر منها لتصريف المياه الناتجة عن أجهزة التكييف وبعضها الآخر لدورات المياه الملحقة بالمساجد بما يعني أن العدد الذي تم رصده لا يعبر عن عدد المنشآت حيث وجد أن بعض المنشآت لديها أكثر من مصب واحد فهنالك ما احتوى منها على 25 مصباً للمنشأة الواحدة.
وقالت أمانة جدة: إنها أغلقت حتى الآن 140 مصبا مخالفا على شبكات تصريف مياه الأمطار مباشرة بلغ طول أحدها أكثر من كيلومتر حيث كان يتصل بهذا المصب عشرات المصبات الفرعية المخالفة نظامياً والعمل جار بخطة وبمنهجية للتعامل مع العدد المتبقي منها.
وأفاد البيان أن أمانة محافظة جدة قامت منذ عام 1428هـ وبالتنسيق مع حرس الحدود بوضع 6 لوحات تحذيرية رسمية بمقاسات متر وعشرين مترا لتغطي كامل المنطقة الواقعة أمام شاطئ النورس وجنوباً أمام بحيرة النورس وجنوب الإدارة العامة لحرس الحدود للتحذير من السباحة والصيد في هذه المناطق نظراً لخطورتها من عدة نواح منها كثرة الدوامات فيها علاوة على أعماقها غير المتدرجة.
وناشدت أمانة محافظة جدة سكان المدينة وزوارها الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة وعدم السباحة والصيد إلا في المناطق المخصصة لذلك.