عرفت الزميل الصديق محمد الجحلان قبل أربعين سنة.. من خلال إسهاماته في ملحق اليمامة الرياضي كمحرر يجلب الأخبار الرياضية إلى أن تحول إلى كاتب وناقد رياضي بالملحق وهو لا يزال طالباً بالجامعة.. وكنت مشرفاً على هذا الملحق الأسبوعي.
** هذه مقدمة بسيطة عن بداياته وكيف بدأ قبل أن يتجه إلى جريدة الرياض لاحقاً.
** هو من خريجي كلية اللغة العربية.. وقد كان أكثر خريجي كلية اللغة العربية - آنذاك - يتجهون إلى العمل الإعلامي والثقافي.. فمنهم كتاب.. ومنهم نقاد.. ومنهم مصححون.. ومنهم مذيعون.. ومنهم محررون.. ومنهم من يعمل في مجال إعادة الصياغة وهكذا.
** عمل في مؤسسة اليمامة طوال مشواره العملي ولم يخرج منها لأي مكان آخر حتى استقال.
** أخلص لعمله.. وكان قريباً من الجميع.. قليل الخلافات والخصومات.. مبتسم دائماً.. محبوب من الكل طيب المعشر.. كريم النفس..
** وقد عرفته أكثر وأقرب.. عندما جمعتني به وبعض الزملاء قبل أكثر من (35) سنة.. علاقة أقرب وأوثق.. وعلاقة شخصية.. فصرت قريباً منه ومن أشقائه.. وبالذات الدكتور عبدالله.. وكنت من الذين يترددون عليه في منزله.. وكنا نجد منه ومن أسرته.. كل الحفاوة والترحاب.
** وكنت أعرف عن قرب.. والده - رحمه الله - عبدالرحمن - كان رجلاً عصامياً جاداً في حياته.. يعمل في التجارة الحرة.. عمل في أكثر من ميدان.. كافح وأعطى وبذل من أجل أسرته وأولاده..
** عرفته رجلاً متديناً قريباً من أبنائه وأسرته.
** وكان من أبرز إنجازاته - رحمه الله - أن ربى هؤلاء الأولاد أحسن وأفضل تربية.. وأقول هذا، وأشهد الله عليه بدون مجاملة.
** لقد أحسن تربية أولاده.. وغرس فيهم الصلاح والاستقامة والجد والاجتهاد والعمل والإخلاص والبنك والكرم.
** كان رحمه الله.. يعود من عمله مجهداً ويجدنا في منزله مع أولاده.. ويقابلنا بكل ترحاب.
** وقد منَّ الله على هذا الرجل العصامي المكافح - عبدالرحمن الجحلان - رحمه الله.. بزوجة صالحة ساندته في رسالته.. وربَّت فأحسنت التربية.. وتعاهدت هؤلاء الأولاد في وقت وجود أبيهم وبعد وفاته - رحمه الله - حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم.. وأكثرهم يعرف الأبناء الخمسة.. ل عبدالرحمن الجحلان.. وكما منَّ الله عليه بزوجة صالحة.. فقد منَّ الله عليه أيضاً.. بذرية صالحة.. وتلك منّة عظيمة من الله جلت قدرته.
** كنا نلتقي في منزلهم بشكل شبه يومي.. وكنا نجد من هذا المنزل المبارك.. الكرم والحفاوة.. ونشعر وكأنه منزلنا.
** إن زميلنا (محمد) وهو أصغر منا.. هو الذي تربطنا به العلاقة.. وكان الدكتور عبدالله أصغر منا بكثير.. وكان هو الآخر.. عصامياً عملياً جاداً.
** هذه الأسرة الطيبة المباركة.. تُعدُ مدرسة استفدت منها ومن القرب منها.. الشيء الكثير.. تعلمت دروساً هذا المنزل الذي قام على الخير والعطاء والإحسان والجدية والشهامة.
** ثم باعدت بيننا الأيام.. وظل زميلنا محمد في مؤسسة اليمامة.. يترقى من موقع إلى آخر.. إلى أن صار الرجل الثاني في الجريدة.. نائباً لرئيس التحرير.. وكان جاداً مخلصاً لهذه المهمة الشاقة.. إلى أن استقال منها قرابة عام 1420هـ وتفرغ لأموره الخاصة.. وصار يدير بعض تجارته بنفسه.
** وعندما مرض - أبو خالد - سرى خبر مرضه الصعب في الوسط الصحفي.. وتألم الكثير لمرضه.. خصوصاً معاناته الأيام الأخيرة.. وعندم اشتد به المرض ولكن.. كنا نسمع ونتابع من أخباره التي تصل لنا.. أنه كان مؤمناً بقضاء الله وقدره.. لم يضعف ولم يستسلم للمرض.. فعل كل الأسباب.. وكافح حتى اليوم الأخير في حياته.. كان إيمانه بالله أقوى من كل مرض.. وقد كنا نعرف فيه هذا الجانب.. شخص تربى على الإيمان والتسليم بإرادة الله.
** ونقل إلينا خبر وفاته -رحمه الله- فتألمنا لموت صاحبنا.. وهو ما زال دون الستين، لكنها إرادة الله جلت قدرته.. لا تملك إلا التسليم بقضائه وقدره والدعاء لزميلنا بالمغفرة والرحمة.
** ومحمد الجحلان -رحمه الله- يُعد من الإعلاميين الذين عايشوا وعن قرب.. نشأة وتطور الصحافة السعودية.. وأجزم.. أن لديه أوراقا وملفات ومعلومات مدونة عن الصحافة السعودية ومراحل تطورها والنقلات التي حققتها.. خصوصاً أنه لازم هذا التطور والتحول من خلال منبر (الرياض) منبر مؤسسة اليمامة الصحفية وهو واحد من أكبر المنابر وأكثرها حضوراً وتأثيراً.
** ولقد تابعت بعد وفاته.. كيف توافد الناس على منزله وكيف ازدحمت (الحارة) التي يقطن فيها لعدة أيام بالبشر وبسيارات المعزين.. فجاء العلماء والقضاة والدعاة ورجال التربية والإعلام وكل الناس.. جاءوا لمواساة أسرته.. تقدم كل هؤلاء سماحة المفتي العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أمد الله في عمره في طاعة الله.
** تزاحم الناس على منزله.. مثلما ازدحموا في المسجد وفي المقبرة للصلاة عليه وتشييعه رحمه الله.
** رحم الله أبا خالد رحمة واسعة..
أسأل الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته وأن يمنّ على والدته والدة الجميع (أم محمد) بالصبر والسلوان وأن يختم لها بالجنة.
** عزائي هنا.. لأشقائه.. وعزائي لأولاده.. وعزائي لوالدته وزوجته.