أسطنبول - أنقرة - وكالات
كان أمام الزعيم الانفصالي عبد الله أوجلان وهو يتجول في زنزانته المسجون فيها بإحدى الجزر عشرة أعوام ليفكر ملياً في (خطة خارطة الطريق) الخاصة به لحل مشكلة الأكراد بتركيا وإنهاء الصراع الذي بدأه المتشددون الموالون له قبل ربع قرن.
لكن الخطة التي دفعته مجدداً إلى دائرة الضوء والمقرر كشف النقاب عنها في أغسطس آب تعكس تحولاً في تركيا أكثر مما تعكس تغييراً في اتجاه أوجلان الذي قاد تمرد حزب العمال الكردستاني العنيف إلى أن تم إلقاء القبض عليه عام 1999.
ومنذ ذلك الحين عندما صدر حكم بالإعدام ضده بتهمة الخيانة وأنحي باللائمة عليه في صراع أسفر عن مقتل 40 ألف شخص، قال الزعيم البدين ذو الشارب والذي يبلغ من العمر 61 عاماً: إن حزب العمال الكردستاني مستعد لنزع سلاحه إذا كانت تركيا مستعدة لإجراء محادثات. لكن القتل استمر.
وقال عرفان دوندار محامي أوجلان الذي يتردد بانتظام على السجن حيث هو السجين الوحيد بجزيرة امرالي في بحر مرمرة لرويترز: (إنه يرى إن كان يستطيع لعب دور كعامل مساعد. إنه لا يطلب القبول به كشريك في المحادثات).
وتابع قائلاً: (على الرغم من صعوبة الظروف المحتجز بها فإنه يحاول الحفاظ على أدائه الشفهي. لم يتحدث لعشر سنوات سوى إلى محاميه وأسرته).
يقضي أوجلان وقته في زنزانة بسيطة بها سرير ومنطل ومرحاض ومكتب في قراءة كتب التاريخ والفلسفة من مؤلفات المفكرين مثل هيجل ودريدا. في زيارات المحامين الأسبوعية ومدتها ساعة واحدة يتحدث عن قضايا متصلة بالأحداث الجارية مثل الانتخابات الإيرانية التي جرت في الآونة الأخيرة.
واستمرت إراقة الدماء وراء جدران سجنه حيث شن حزب العمال الكردستاني هجمات ضد أفراد من الجيش ونفذوا تفجيرات في مدن تركية.
وخفضت غارات المقاتلات الحربية التركية على معاقل الحزب في العامين الأخيرين قدرته على شن هجمات. وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.
من جهة أخرى أوقفت الشرطة نحو 200 شخص يشتبه في انتمائهم إلى مجموعة متطرفة خلال عملية دهم قامت بها أمس الجمعة في وقت مبكر في مختلف أنحاء تركيا على ما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وأوضحت الوكالة أن عمليات الدهم التي وقعت في شكل متزامن في ما لا يقل عن 23 مدينة، وقام فرع مكافحة الإرهاب في أنقرة بتنسيقها أدت إلى توقيف نحو 200 شخص من عناصر حزب التحرير.
وأضافت أنه تمت مصادرة وثائق لهذه المنظمة التي تدعو إلى إقامة دولة مستقلة.
وتحقق الشرطة التركية وتقوم بانتظام باعتقالات في الأوساط المتطرفة لا سيما تلك الموالية لتنظيم القاعدة.