هل شاهدتم احتضان الملك للمواطن حمود الشمري..؟
سؤال تردد في أكثر من مجلس.. مشهد ذرفت منه عيون كثيرة.. رجل بحجم هذا الملك يقف ويضم هذا المواطن ضمة المحبة الحانية لمواطن اتصف بالشهامة والرجولة.
في مجلس الملك كان المشهد مهيباً، وكان الحديث عظيماً من ملك عظيم اتصف بكل صفات الأبوة والقيادة.. ومواطنون كلهم حب وولاء لهذا القائد المحنك.
يوم عفا المواطن الشمري عن دم ابنه كان يتمثل كما أكد شقيقه بهذا الملك الذي يدعو دوما إلى التسامح ونبذ الفرقة.
يوم استقبل عبدالله بن عبدالعزيز هذا المواطن وجماعته فإنما في الحقيقة استقبل كل مواطن اتصف بهذه الصفات الرجولية غير المستغربة على أبناء هذا الوطن، الذين أحبوا قيادتهم فأحبتهم، تمثلوا بشهامة قائدهم الذي هو في الحقيقة يتمثل بقدوتنا جميعاً محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام الذي قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، فجاء عبدالله بن عبدالعزيز ليقول للناس جميعاً إنما أنا أسير على نهج محمد بن عبدالله في حبه وعطائه وإحسانه، أسر على نهج من كان خلقه القرآن.. أسير على نهج من دعا إلى وحدة صف الأمة فقال (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً).
في شؤون كثيرة من شؤون هذا الملك يرجع فيها إلى سيرة قدوتنا وقائدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وإن لم يعلنها صريحة فهي لا تخفى على ذي لب يعرف سيرة نبيه.
ما كان اللين في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، هذا هو شعار عبدالله بن عبدالعزيز، في أكثر المواقف الإنسانية المحلية والدولية صرامة وحدة.
يوم أكتب عن هذا القائد فوالله ما أكتب تزلفا ولا تقربا من أجل درهم ولا دينار ولا كرسي، هو في الحقيقة كما يقال دوار، وإنما أكتب ما يمليه علي ضميري كمواطن تجذر حب قائده في قلبه لما يحمله هذا القائد من همّ هذا المواطن الذي لا يكف عن المطالبة بالكثير والكثير وقلب هذا الملك لا يتألم من مطالبات مواطنيه، ولكنه بكل تأكيد يتألم أشد الألم من تقصير موظفيه.
يأتي مواطن بسيط على باب الملك فينال من التقدير والاحترام ما يناله ويذهب لباب مسؤول كُلّف بقضاء حوائجه فيلقى من الذل ما الله به عليم..!!
إكرام من القائد المثقل بالمسؤوليات واستخفاف من موظف اغتر بكرسي اعتلاه من أجل عيون هذا المواطن المسكين..!!
إن المتأمل في علاقات القيادة الحكيمة مع المواطنين لا يمكن أن يجد تفسيرا لمتانتها إلا تفسيرا واحدا هو امتثال هذه القيادة للسيرة النبوية التي أطرت العلاقة بين الحاكم والمحكوم بأطر تجعل من الجميع يعيش حياة المحبة والوئام.
منذ توحيد هذا الكيان العظيم ومشاهد الألفة تتكرر كل يوم بل كل ساعة وأحاديث الآباء والأجداد عن العهود السابقة تؤكد سير هذه القيادة على المنهج النبوي الكريم في علاقة الحاكم بالمحكوم.
بساطة وعفوية هي علاقة الملك بالمواطن..
وحب وامتثال هي علاقة المواطن بالملك..
هنا في هذا الوطن لا يمكن أن تفرق القيادة بين المواطنين وإن قصر نظر بعض المسؤولين وفرقوا فإن ذلك لسوء تصرف منهم لا ينمّ عن سياسة القيادة.
هنا في هذا الوطن حب المواطن لقيادته عفوي غرس في قلبه ورضعه من صدر أمه فبات الجميع يعيش حالة حب غير مسبوق.
في هذا الوطن الجميع جنود في سبيل الدفاع عنه ديناً قبل أن يكون شيئاً آخر.. أيها الملك كم أنت رائع يوم نستلهم منك أجمل صفات الحب، ونتذكر بفعلك سيرة سيد البشر.