سعادة مدير التحرير للشؤون الرياضية بجريدة الجزيرة - الأستاذ محمد صالح العبدي - المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
* اطلعت على ما جاء في تعقيب الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن سعيد - حفظه الله - حول موضوع رئاسة سمو الأمير ماجد بن سعود وعبد الله بن أحمد - رحمهما الله - لنادي الشباب في أوائل الثمانينيات الهجرية حيث تضمن تعقيبه أن الأمير ماجد بن سعود لم يرأس الشباب إنما ترأس فريق شباب الناصرية.. والحقيقة أقدر للرمز الكبير دوره الريادي وتضحياته الكبيرة ودعمه المتواصل لرياضة المنطقة الوسطى ولا يمكن أن نتجاهل ما قدمه الشيخ ابن سعيد للحركة الرياضية بالمملكة عامة قبل أكثر من ستين عاماً خلت.. وإنني استشهد بموقف حصل إبان رئاسة الأمير الراحل لنادي الشباب في أوائل تلك الفترة الماضية بعد سفر الشيخ عبد الله بن أحمد للخارج وتزعمه قرابة ستة أشهر أتذكر جيداً حضر إلى مقر عملي بوزارة الزراعة كل من العم (عبد الحميد مشخص) - متعه الله بالصحة والعافية - والعم صالح بن طفران - رحمه الله - وأبلغاني أن الأمير ماجد بن سعود وأخاه الأمير منصور بن سعود اتفقا على إقامة مباراة ودية في ملعب الصائغ بين فريق (الناصرية) وفريق (الشباب) سيحضرها صاحب الجلالة والدهم الملك سعود -طيَّب الله ثراه- عام 1381 وكان معي أخي وزميلي في السكن وفي العمل وفي نادي الشباب محمد جمعة الحربي متعه الله بالصحة والعافية.. وكذلك زميلنا صالح عدني - رحمه الله -.. وذهبوا بنا لفندق زهرة الشرق الكائن في أول شارع المطار القديم، ونحن داخلون إلى الفندق لتناول طعام الغداء إذا بصاحب السمو الملكي الامير منصور بن سعود (رئيس فريق الناصرية) خارج من صالة الطعام ومعه اللاعبون ومن ضمنهم لاعبا نادي الاتحاد (سيد مصطفى) و(عثمان عبد اللطيف) واللاعب (النور) من نادي الوحدة وهم من خيرة اللاعبين السودانيين الذين حضروا للمملكة آنذاك وتبادلنا معهم السلام.
والتفت سمو الأمير منصور مخاطباً المسؤول عن الطعام قائلاً: اترك طعام الغداء للاعب (عثمان باطوق) وللمعلومية أن باطوق حارس كبير كان يلعب في نادي الاتفاق.. وبعد تناولنا طعام الغداء اجتمعنا في قصر الناصرية مع بقية اللاعبين، وما ان علم سمو الأمير (ماجد) رئيس الشباب آنذاك بوصول لاعبين سودانيين من المنطقة الغربية وعلم بأنه يوجد لاعبان من إخواننا السودانيين في مدينة الخرج هما (موسى بكشي وعبده عجب) قال بأنه على استعداد للذهاب لإحضارهما في زمن قصير قبل بداية المباراة. فخافوا عليه من السرعة الزائدة وطمأنوه بأن الموجودين فيهم الخير والبركة.. وفي عام (1381) دارت رحى المباراة في ملعب الصائغ وقد شرفها حضور جلالة الملك سعود -طيب الله ثراه-.. وأتذكر جيداً بعض أحداث المباراة وكانت بقيادة الحكم عبد الجليل من إخواننا السودانيين. وفي شوطها الأول تقدم الشباب بهدف عن طريق اللاعب (جمعان) وحصل عليه اعتراض وألغاه الحكم.. وفي الشوط الثاني سجلت هدف السبق وتقدمنا في منتصف الشوط الثاني احتسب الحكم ضربة جزاء لصالح (الناصرية) أضاعها اللاعب الكبير (سيد مصطفى).. وقبل نهاية المباراة احتسب الحكم أيضاً ضربة جزاء أخرى للفريق المقابل قام اللاعب سيد مصطفى بتنفيذها رغم معارضة زملائه وسجل منها هدف التعادل.. وبعد نهاية المباراة الودية تشرف الفريقان بالسلام على راعي المباراة وكافأنا الملك الراحل بساعات ملكية ثمينة عليها صورة جلالته -رحمه الله- ومن المواقف الطريفة التي لا أنساها عندما اشترك لاعب الشباب (ناجي) في كرة مع سمو الأمير سلطان بن سعود -رحمه الله- وسقط على الأرض فدخل بعض مرافقي الملك للملعب للاطمئنان على صحة سموه وخاف اللاعب ناجي وكنت بجانبه وقال لي من شدة الخوف (أشرد وأترك الملعب)!! وطلبت منه البقاء والأمير سلطان يسمع حديثنا فنهض وطمأنهم أنه بخير..!!
وللمعلومية التاريخية أن الأمير ماجد بن سعود ترأس الشباب فترة قصيرة قرابة ستة أشهر تقريباً بعد سفر ابن أحمد لخارج المملكة، ولعل من الأسماء الموجودة على قيد الحياة واستشهد بهم (محمد بن جمعة) و(عثمان بالطوق) وهما من عايشا فترة رئاسة الأمير الراحل آنذاك إضافة إلى عضو شرفه السابق العم عبد الحميد مشخص أطال الله عمره. كما لا يفوتني عبر هذا الإيضاح التاريخي أن أُعلق على ما ذكره الشيخ عبد الرحمن بن سعيد بعد أن جمد الأستاذ عبد الله بن أحمد نشاط نادي الشباب أواخر السبعينيات الهجرية وبالتالي انقسم لاعبوه إلى فئتين: فئة انضمت لنادي الأهلي بالرياض والفئة الأخرى انضمت لنادي الهلال ورفضت أنا ومحمد جمعة الانضمام إلى أي من الفريقين رغم محاولات الشيخ محمد الصائغ والشيخ عبد الله الزير - مؤسس أهلي الرياض - لضمي للمدرسة لكني رفضت لأنني شبابي ولا يمكن التنازل عن هذا الانتماء.. وبالفعل بذل صديقي وأخي الكبير محمد جمعة جهوداً جبارة في إعادة الشباب إلى وضعه الطبيعي وتجاوز أزمته ومحنته بعد ابتعاد رئيسه الشيخ عبد الله بن أحمد - رحمه الله - ونجح أبو حامد في تقديم عمل بطولي كبير لا يُمكن أن يتناساه تاريخ النادي المخضرم.. وكنت عضده الأيمن في عودة (شيخ الأندية).
* وختاماً أشكر كلاً من الأخ عبد الله جار الله المالكي والشيخ الفاضل عبد الرحمن بن سعيد اللذين كانا السبب في إتاحة الفرصة لي للحديث عن الرياضة وعن الشباب تحديداً في الماضي التليد.. والواقع أن لدي الكثير عن الرياضة في العاصمة الرياض منذ أن نقلنا مع الوزارة عام 1376هـ سواء ما شاهدته وعايشته من أحداث تاريخية أو سمعته من رجال ثقاة كانت لهم البصمة في تأسيس الرياضة في مدينة الرياض، من كان منهم ميتاً ندعو له بالمغفرة والرحمة.. ومن كان على قيد الحياة ندعو له بالصحة والعافية والعمر المديد. هذا ما وددت إيضاحه لقراء الجزيرة الأعزاء.. مع أطيب تحياتي وتقديري لكم ولكل العاملين.
محمد بن عاتق - مهاجم الشباب – سابقاً