كان يقف متأمّلاً أمام ذلك الجبل العظيم.. محدثاً نفسه: هل أستطيع حقاً أن أبلغ القمة..؟ هل سيتحقق حلمي للوصول إليها..؟
بدأ الرجل المحاولة في الصعود، وعندما صعد قليلاً واجهته صخرة، فوقف أمامها، فحدَّث نفسه: أول عقبة.. هل ستعيق مسيرتي..؟ فكر ذلك الرجل كيف يجتازها.. فتنحى عنها جانباً.. وأكمل مسيرته نحو القمة.. ثم ما لبث إلا قليلاً، فاعترضت في طريقه شجيرات الشوك الحادة والمنتشرة، فقام بحصد الشجيرات التي تعترض طريقه، فأكمل سيره، فكانت تلك هي العقبة الثانية.. بدا الرجل واثقاً من نفسه وازدادت العزيمة والإصرار لديه.. وفي مسيرته الشاقة.. واجه شيئاً لم يخطر في باله! وهي أفعى قد اعترضت طريقه..! ولكنها بقدرة من الله ذهبت عنه ولم تمسه بسوء.. فاجتاز العقبة الثالثة.. وكان ذلك رحمة من الله تعالى وأيضاً حِفَاظه على الأذكار صباحاً ومساءً.. وأكمل بعد ذلك مسيرته..
وما زالت العقبات تلو العقبات تعترضه.. ولكنه يتحداها ويقوى عليها.. فوصل الرجل إلى أعلى القمة وحقق بذلك حلمه وهدفه.. بفضل الدعاء والإصرار والعزيمة وعدم التخلي عن الهدف والحلم بكل سهولة.. فكل لذيذ وجميل ورابح الطريق إليه صعب ولكنه دائم..
قبل الأخير:
إن تحقيق الأهداف والطموحات والأحلام لا يأتي بسهولة فهي مرتبطة بعقبات ونكبات قد تعيقها.. ولكن الإنسان الطموح هو من يضع هدفه نصب عينيه ولا يتنازل عنه مهما كانت الأوضاع.. فلن تحصل على الورد إلا بوخز الشوك.. وكل هذا مرتبط بإخلاص النية لله تعالى.. فكلما كان الإنسان مع الله.. كان الله معه.. وأخيراً: (فإن تحقيق الأهداف يحتاج فقط إلى الدعاء الصادق والعزيمة القوية).
معادلة:
صعب + صعب = نجاح
جود بنت سليمان السديس