ليس هناك شيء أقسى على الإنسان من أن يتهم بعرضه وهو بريء، قصص ملفقة تحاك بحرفية تامة ويتقاذفها الناس من شخص لآخر. فسبحان من حمى عباده بنصوص قرآنية وأحاديث تحذر من المساس بكيان المؤمن .. دمه وماله وعرضه .. أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (... كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)، على الرغم من هذا البلاغ وهذه الحماية الربانية للمؤمن، إلاّ أنّ هناك من يخترقها تشفياً وإشباعاً للحسد والحقد الذي في قلبه، وتساعده آذان صاغية. اعتاد بعض الناس الكلام في كل شيء دون تورع فكان الخوض في الأعراض بقصد أو من غير قصد حباً للثرثرة ومتعة الحديث أو إمّعات تردد ما تسمع، ويقابل ذلك التجاوز والتطاول غياب من يذب عن عرض أخيه المسلم إما ساكتاً أو مستأنساً لحديث، ومما ساعد على تفشي تلك الصفة أيضاً وسائل الاتصال الحديثة، فما أن يسمع بخبر حادثة لشخص ما إلا وتبدأ الألسنة الحداد بتقليب تلك الحادثة في تلك الوسائل. والزيادة عليها ونفثها في المجالس ولربما دخل ذلك المتشفي إلى عالم النت ينتقل من موقع إلى آخر بين نسخ ولصق. لتبلغ تلك الضغينة الآفاق، والنساء شريكات الرجال في هذه الصفة الذميمة .. فمنهن من يكون شغلها الشاغل تتبع العثرات، فما أن تسمع عن خبرٍ حساس إلا وتضيق به فتبدأ مهمة التوزيع على الأخريات. لقد وسعت شريعتنا كل شيء فكل خبر يسيء للمسلم قد جعلت له حجاب الستر ورغبت بذلك كما في حديث ( لاَ يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِى الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
فلنربِّ أنفسنا على أنّ أعراض المسلمين ليست مجالاً للتداول ولنعظّم ما عظّمه الله.
* بريدة