Al Jazirah NewsPaper Friday  24/07/2009 G Issue 13448
الجمعة 02 شعبان 1430   العدد  13448
الحوار السابع
د. هدى بنت دليجان الدليجان *

 

يتميز الحوار بأنه يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية في جميع المجالات، فقد قرر القرآن الكريم الحوار مع جميع الفئات المسلمة وغير المسلمة، والصغير والكبير والذكر والأنثى، والموافق والمخالف، وجعل من أولويات الحوار التفاهم للوصول إلى تحقيق الهدف الأصلي من الحوار، قال تعال:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران.

من أجل هذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة في تطبيق الحوار بين الراعي ورعيته، والأب وأسرته، والإمام وجماعته، والمعلم وتلاميذه، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لأصحابه: (إنما أنا كالوالد لكم)، في صورة عظيمة من الأبوة الحانية والشفقة العظيمة والحوار الهادئ مع أصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

فإذا كان من أولويات الحوار أن تكون الرؤية واضحة بين الطرفين، وأن يكون الهدف واحداً من الحوار وهو نشر الألفة بين المتحاورين؛ فليس شرطاً أن يكون أحد المتحاورين منتصراً على الآخر في قناعاته وأفكاره. من أجل هذا كانت الذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين تواصلاً وتأسيساً لثقافة الحوار الذي انطلق منذ كان ولياً للعهد، وقد تمت الحلقات الست من الملتقيات الحوارية السابقة، ولأهمية أن ينطلق الملتقى السابع للحوار الوطني في نسخة جديدة وثوب حديث وآلية متجددة، وبعيداً عن النمط الاستهلاكي للحوار الذي فقد بريقه في المجتمع، لأن النجاح إذا كان نمطياً لم تقبل إليه النفوس المتلهفة للإبداع والتجديد، كان لا بد من الاهتمام بالحوار السابع في تغيير نمطيته، لكي نحظى بحوار متميز ونتائج مشوقة للمجتمع، فلا بد من التنبيه على عدة أمور:

1- ضرورة الاهتمام بتنفيذ توصيات الحوارات السابقة؛ فنتائج الحوار العاطفي جاذبة للوجدان، والحوار العقلي يجذب الحواس للإنصات، وينقله إلى مرحلة التفعيل والانطلاق.

2- أهمية الدعوة إلى الشفافية في معالجة الموضوعات الاجتماعية، فالضرورة متحتمة بفتح أبواب العلماء والوزراء والدعاة والأطباء والمعلمين والإعلاميين والطلاب والإداريين والمراجعين وغيرهم، فمن يطرق اقفال العقول والقلوب والألسنة إلا أولي الألباب، فينفذ الحوار إلى مرحلة جديدة ومهمة لحياة الأمم والحضارات.

3- مداواة الأخطاء الطبية بعلاج ناجع، كالاهتمام بالحوار عن الأزمات المادية المتشابكة في المستشفيات الحكومية والأهلية، وضرورة مواجهة الأحداث العالمية والتغيرات الطبية بترقب وبصيرة نافذة في الإجراءات والآليات.

4- تنقية الأجواء الملبدة بالسواد من الصراعات والاختلافات والمتناقضات بمد الأيادي البيضاء الكريمة والدعوة للتسامح والمحبة ليستفيد أهل السرير الأبيض من عافية المجتمع عافية وسلامة وتاجاً رائقاً، وهذه التي لا يطيقها إلا القلوب الكبيرة التي امتلأت حباً لله ورسوله ورضا بما عنده، لينتقل الفرد والمجتمع إلى مستقبل مشرق مفعم بالحياة والنماء. فلينطلق الحوار السابع شاهداً على الإنجاز لتحقيق التنمية الشاملة للبلاد والعباد.. والله معكم..

* الأحساء


drhudadd@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد