إن من الواجب علينا في هذا الزمان التي توالت فيه الفتن وأصبح الناس ينسلبون عن الكتاب والسنة ويجعلون حياتهم في هذا الزمان حياة الحضارة والتقدم في مقابل ضياع الكتاب والسنة، أو النظر إلى الخلاف اللفظي الذي ربما يصدر هذا القول من أحد قد غاب عنه الدليل ورجع عن قوله بعد بيانه ومعرفته أو أن قوله قول شاذ لا ينظر إليه في مقابل وجود دليل من الكتاب والسنة، وإن من المؤسف حقا ما نتطلع إليه لبعض أقوال الناس هداهم الله عز وجل في النظر إلى الخلاف ويقول (اختلاف الأمة رحمة) وهذا صحيح لكن في وجود دليل يعارض دليل آخر مما جعل العلماء يختلفون في هذه المسألة لكن في معرفة حرمة هذا وورد الدليل على حرمته فلا يجوز ذلك حتى إننا نرى من الناس -هداهم- الله من يغير في بعض المحرمات بجعلها مكروهة وهو يعلم بذلك، أو ربما لم يسأل عنها وحرمتها ثابتة بالكتاب والسنة، ولا صارف لها إلى الكراهة لكنه ينظر في مقابل ذلك إلى الخلاف مع العلم أنه يعلم أن هذا محرم ليجعل قوله مستند من بعض الكتب ليفر بنفسه وينجيها من العذاب دون التثبت فيما يقرأه أو يسأل عنه العلماء ولكن يقول هذه المسألة فيها خلاف دون المعرفة عن الحكم هل فيه خلاف كما يزعم أم لا ولكن هذا تخمين من تلقاء نفسه ونفسه المتبع للهوى الآمرة بالشر والسوء، ولكن أقول لك يا أخي هذا ليس بكافٍ فأنت معلق بالعذاب والسؤال يوم القيامة على فعلك لعلمك بحرمة هذا وورد الدليل الصريح على حرمته وارتكابك له لتقليل فعل المحرم في عينك مما جعلك تستهين به وهو أعظم عند الله، كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه(إنكم تعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات) متفق عليه أي المهلكات أو تهاونه في السؤال أو سؤاله من ليس أهلاً للسؤال. لكننا نرى في هذا الزمان الذي أصبح الناس يسألون كثيرا العلماء وطلبة العلم عما يريبهم في كثير من المسائل نجاةً من عذاب الله ونقاء لأنفسهم من سخط الله؛ فالثبات الثبات يا أخي المسلم واستفتي قلبك فهو مرشدك ودليلك، وابتعد عن الريبة ونجي نفسك كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم (استفت قلبلك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في نفسك وتردد في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن افتاك الناس وافتوك) ولحديث عن الحسن بنِ عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، قَالَ : حَفظْتُ مِنْ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم -: ((دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ ؛ فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنِينَةٌ، وَالكَذِبَ رِيبَةٌ)) رواه الترمذي، وَقالَ : ((حديث صحيح)) إخواني التبت في المسائل وخاصة الدقيق منها فالراسخون في العلم وأهله هم اعلم بذلك وخاصة ونحن في بلاد الحرمين الشريفين أعزها الله وحرسها من كل سوء أعظم الدول في العالم في تطبيق الكتاب والسنة والعمل بهما فإن دواخل الطوائف على الإسلام واقع وذلك من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يصبح الناس في ريبة من دينهم وربما يقول البعض هناك من الأقوال المختلف فيها لم يرد فيها دليل من كتاب أو سنة فنقول إخواني اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون هم أعلم الناس باستنباط الأحكام من الأدلة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أتي جوامع الكلم واحرصوا على الأخذ بالكتاب والسنة فضياعهما هلاك الأمة أو أخذ بأحدهما دون الآخر فكذلك ضياع للأمة كما في حديث عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه -، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ : ((دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَثْرَةُ سُؤالِهِمْ واخْتِلافُهُمْ عَلَى أنْبيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْء فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أمَرْتُكُمْ بأمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ اسأل الله سبحانه أن يرشدنا ويلهمنا الطريق القويم والصراط المستقيم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
* الرياض