Al Jazirah NewsPaper Friday  24/07/2009 G Issue 13448
الجمعة 02 شعبان 1430   العدد  13448
مشيداً بتنظيم مجمع الملك فهد لندوة (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة)
د . محمد الخطيب : استخدام التقنية في خدمة القرآن الكريم لا بد أن يكون وفق إستراتيجية واضحة

 

القاهرة - (الجزيرة):

أكد باحث متخصص في العلوم الشرعية، وعلوم اللغويات أهمية تنظيم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة لندوة دولية متخصصة بعنوان: (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة (تقنية المعلومات) في شهر شوال المقبل ، في ظل التطور التقني الذي يشهده عالم اليوم.

وقال عضو هيئة التدريس وأستاذ اللغويات بجامعة الأزهر في القاهرة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي الدكتور محمد عبدالفتاح الخطيب: إن من أبرز سمات عالمنا الراهن، ما يشهده من تطور تقني هائل في شتى مجالات الحياة، حتى إنه يسمى: (عصر التقنيات) في هذا العصر يتم عبور كل الحواجز وكل المسافات بضغطة زر، ليتواصل الناس من كل أجزاء المعمورة، ومن هنا فإن من مقتضيات العيش في هذا العصر الراهن القدرةَ على استيعاب هذه السمة من جهة، ثم القدرة على التجاوب معها بفعالية وإيجابية من جهة ثانية، وهو ما يعرف في فكرنا الإسلامي ب(فقه الواقع) بكل سماته، وبكل تمظهراته بالغة الدقة والتعقيد والتشابه.

وأضاف قائلاً: إنه تأسيسا على هذا التحدي الراهن تأتي هذه الندوة المباركة: (القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة - تقنية المعلومات) التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، متوخية تحرير وتوضيح بعضٍ من مواطن الإشكال التقني، وكيفية توظيفه في خدمة القرآن الكريم من خلال جملة من المحاور تغطيها جملة من الأبحاث لامست قضايا التقنيات ومنهجية الاستفادة منها، بشتى جوانبها، في خدمة القرآن الكريم بمسؤولية وجدية، لبيان الضوابط والقوانين المؤطرة، والميسرة، والحامية؛ إذ الذهول عن هذه المقتضيات التقنية، وكيفية الاستفادة منها في خدمة ديننا وقرآننا الكريم، باد للعيان.

وأعرب الدكتور الخطيب في تصريحه بمناسبة الندوة التي ينظمها المجمع خلال المدة من 24-26- 10-1430ه عن أمله أن تخرج هذه الندوة بتحديد (آليات) للتعاطي التقني مع القرآن الكريم، حتى يكون (سهل) المتناول (متعقل) المعنى والمبنى، وهذه (الآليات) لابد من أن تحكمها (رؤية) إسلامية، و(استراتيجيات) واضحة وخاصة عند التعامل مع (القرآن الكريم) وهذا- لاشك- سيفرض بدوره سلسلة من (المراجعات) ويقتضي جملة من (الجهود) أزف آوان القيام بها، توجيهاً، وتخطيطًا، وتشريعًا، وتنظيمًا، وإنجازًا، وتقويمًا، وهو ما يمكِّن من النظر في ثمرات هذا التنزيل التقني وتطويرها، في ضوء المقاصد الإسلامية، وعطاءاتها الحضارية التي يقررها القرآن الكريم، في أبعادها: الإنسانية، والكونية التواصلية والتعارفية.

وقال: إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، إذ يفتح ملف التقنيات المعاصرة وكيفية الاستفادة منها، تنظيرًا وتطبيقًا، في خدمة القرآن الكريم، ليدعو بذلك علماء الأمة الإسلامية إلى الإسهام والمشاركة في تشكيل التاريخ المعرفي والحضاري للكون، انطلاقا من أفقين متكاملين- عودنا المجمع في كل أعماله وندواته المباركة عليهما-: أفق العلم الناجع النافع، وأفق العمل الحكيم المتزن.

وتطرق عضو هيئة التدريس في جامعتي الأزهر والإمارات إلى البحث الذي سيقدمه في هذه الندوة، وقال: إنه بعنوان: (التوظيف التقني للقرآن الكريم في تعليم العربية للناطقين بغيرها:(وهذا البحث ينطلق من أن الإحصاءات المتعددة أظهرت أن 86% من الأسباب الرئيسة الكامنة وراء إقبال غير الناطقين بالعربية رهين بالرغبة في تعلم لغة القرآن الكريم، وتحصيل معرفة كافية بعلوم الشريعة الإسلامية، وهذا يقتضي الاستفادة من القرآن الكريم، وجهود علمائه في تعليم العربية للناطقين بغيرها، والتزود بالثقافة اللازمة لذلك.

واسترسل قائلاً: إن ذلك، لو أحسنا توظيفه، من شأنه إثارة مشاعر (الآخر) تجاه قيمنا، وحضارتنا العربية الإسلامية، فلا يكفي أن يتعلم الدارس(شفرة) لغوية جديدة، بل لابد أن يفهم أن هذه(الشفرة) تتضمن رؤية مختلفة، أو تصورًا مختلفًا للعالم، وهذا يمثله القرآن الكريم خير تمثيل.وغياب الوعي بذلك يؤدي إلى كارثة حضارية ومعرفية ودينية، والتاريخ خير شاهد!!

وأكد أن هذا يقتضي التخطيط الواعي، الذي تحكمه رؤى واضحة، بعيدًا عن الارتجال، أو التكرار، أو الخلط، أو الصخب أحيانًا، وذلك للإفادة من معطيات التقنية الحديثة في إعداد برنامج يوظف القرآن الكريم في تعليم العربية توظيفًا، يربط العربية ومتعلميها ربطًا وثيقًا بكتابها الأول، القرآن الكريم، والإفادة من جهود علمائه، وسيبقى المشروع، بإذن الله تعالى، هدفًا، ندعو مجمع الملك فهد- الذي أخد على عاتقه خدمة كتاب الله تعالى- أن يحققه - ويسعى إلى إنزال نتائج هذا البحث إلى أرض الواقع، وإيجاد مجال للتطبيق، وبهذا، وحده، تكون عملية تعليم العربية للناطقين بغيرها، عملية حية، وليس مجرد استظهار قواعد،أو حفظ كلمات مع انصراف عن التفكير في المعاني، وارتياد الآفاق الإنسانية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد