عادة ما تسعى معارض الفنون التشكيلية إلى تحقيق العديد من الأهداف الجمالية والفكرية والتنويرية والإعلامية وغيرها من أهداف سواء كانت منظورة أو غير ذلك، وكثيراً ما جاءت بعض هذه المعارض تنفيذاً لفكرة ما، تختمر في ذهن الفنان نفسه. يتضح ذلك جلياً في المعارض الشخصية أكثر من غيرها والتي يقدم من خلالها الفنان نفسه للساحة وفق تجارب ومعطيات ودلالات وصياغات يفترض أن تكون جديدة. ومن هنا، فإن الغالبية من الفنانين يقدمون ومن خلال معارضهم الشخصية بانوراما لمسيرتهم وتجاربهم والإرهاصات الفنية والتقنية والفكرية التي مروا بها عبر مشوارهم ومسيرتهم الفنية.
وتأتي معظم هذه المعارض وهي تستند إلى عنصر الجمال والمتعة البصرية كشاهد للمرحلة والمقدرة الفنية لهذا الفنان وبالتالي تأتي الأعمال وفق معالجات وصياغات وتقنيات يغلب عليها الطابع الجمالي.
إلا أنني قد أطلعت مؤخراً على المعرض الشخصي للفنانة التشكيلية - فوزية السالم تحت مسمى (ختم النبوة) والذي تناولت فيه الفنانة إشكالية الجدل الحاصل بين الديانات حول من هو خاتم الأنبياء والرسل والذي من خلال ما تملكه الفنانة من خبرة فكرية وثوابت راسخة ومعطيات تقنية وفنية استطاعت أن توظفها بوسائط اللون والحرف والمعلومة الموثقة وأن تعيد صياغتها وفق قوالب جمالية مستعينة بالآيات القرآنية والأحاديث المترجمة إلى أكثر من عشر لغات حية حيث قدمت الفنانة أكثر من (70) لوحة فنية وفق معالجات ووسائط متعددة الخامات والتقنيات وبالتالي فهي وظفت كل قدراتها ومعطياتها الذهنية والفكرية والجمالية والتقنية والفنية إلى ما يخدم الهدف والفكرة والمضمون الأسمى لرسالتها وبما مكنها أيضاً ومن خلال اللوحة إلى إيصال رسالة إلى العالم الآخر والمتلقي بشكل عام بعظمة الدين الإسلامي الحنيف وسماحته وشموليته وأنه آخر الأديان السماوية وأن نبي الهدى محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خاتم الأنبياء والمرسلين.. وبلا شك فأن مثل هذا التوجه لهذه الفنانة هو مؤشر للأدوار الهادفة للفنان التشكيلي وأنه جزء هام في منظومة هذا الدين الحنيف الذي يدعو للسلم والرحمة والتسامح.
ومن هنا أيضاً فأن المعرض وبشكله العام جاء محملاً بالعديد من الشواهد والقيم التي تتجاوز الجمال والمتعة البصرية إلى أبعاد وآفاق أكثر شمولية وأكثر إثارة.
Sada-art@hotmail.com