على بعد حرفين,
أمضت مساءً شهيا
تهدهد ما ظلَّ من سطوةِ الشعرِ
تمزجُ بيني وبين القصيدة
في لحظة للتجلي
وتأوي إلى لوحةٍ للتعاويذ
تأخذني في تماهي العبارات
لا شيء يجمعنا في المكان
سوى أننا غارقان معا
في تفاصيلنا حالة اللا حدود.
***
أرى مهرةً تسبقُ الريحَ في خفقها
حين تخطو على الماءِ
من دونِ أن تجرحَ الماءَ
لا تجرح الماءَ
لا تجرح الماءَ
تأتي كما الليلُ,
يقرأ بعضَ الوجوه
فلا عينَ للّيل,
قد قيل: لا عينَ للّيل
تأتي كطفلٍ شقيِّ يداعب ما يستلذ
فتى صاخبٍ لا يرى الله
شيخٍ يؤسس في سجدتين لمثواه
مثلي أفكر...
ما المنتهى للخلود؟
قرأتُ لها في المساءِ قليلاً من الشعرِ
حتى تدندن بي كالدعاءِ الموصى به
في مناماتها..
ثم ناولتُ كفي لتقرأني كالعبادات
ناولتها قهوةً لا لتشرب منها
ولكن لتقرأني مثلَ عرافةٍ تجهل الحبَّ
قلت لها
قلت:
لكنها مثل أنثى تجيدُ الغوايات
مرّت بلا رهبةٍ في الردود.
***
كتبت لها في المساء مواقيت للسحر
أن علميني الصلاة على الماءِ
ضمّي ترابَ يديَّ إلى راحتيك
لكي تستعيدي تقاسيم وجهي
ومدّي خطاك على الجمرِ
مدّي خطاكِ
وقولي: سلام على سيدِ الباب
قولي: سلام على أولِّ البرقِ
شُقّي عصايَ
ولا تمنحيني وصاياك
لا تقرئي حكمةَ العاشقين
ولا تعبري من طريق الغوايةِ
حتى نحيكَ معا كيف نجثو على الصرح
من غير أن نغرقَ الفُلْكَ
لا فُلْكَ تجري إلى منتهاها
ولا لون للبحر يشبه لون السماءِ
ولا الدربُ يمتد في البعدِ
لا النخلُ يسقط من مرتقاه
ولا الخيلُ تركض فوق الصراط المقدس
لا أنتِ... أنتِ...
ولا كفَّ يشبه كفيكِ
ضدّان... شحٌّ وجود.
***
أرى برزخاً قد تلاشى
إلى مسقطِ الضوء
قولاً حكيماً يراود أنثى
كأن السماءَ على قيدِ قولٍ من الحبِّ
إني أراها تمازج بيني وبين القصيدة
بيني وبين الذي لا تراه
وبين التنبؤ بالغيبِ
بيني وبين الذي شقَّ في مقلتيها الوجود.
***
على بعد حرفين,
كنا نقاسم أجسادَنا لذةَ الجوعِ
نأوي إلى الكهفِ حتى نرى بعضنا جهرةً
ثم نتلو التعاويذ
نتلو التعاويذ
كنا نلامس أشياءنا دون وعي
وكنا نشاطرُ أرواحَنا بعض ما تشتهي
حيث...
لا دفتر أو شهود.