ما أحوجنا إلى البكاء أحياناً.. نعم ما أحوجنا إليه، وخصوصاً حينما يصاحب انهمار الدموع خروج تلك التنهيدة الحزينة التي تطرد معها زفرات الأوجاع والتي قد يكون الإنسان في حينها بأمس الحاجة إلى إخراجها من صدره ليترك حيزاً للفرح ليدخل رويداً رويداً فيحل مكان ذلك الألم الذي أثقل الجسد بالهموم حتى أصبح عاجزاً عن الحراك.
شدّني منظر ذلك العصفور الذي أبكى كل من شاهده حينما كان يعبّر عن ألمه في فقد رفيقه بصوت كان يصدح به في ذلك المكان الذي شهد مولد حزنه وهو يقف إلى جانب صديقه الذي مات وتركه وحيداً، تلك الصرخة التي أطلقها ذلك العصفور الوفي كانت بمثابة تنهيدة الألم الثقيلة التي كانت تقبع في جسده الصغير والتي استطاع أن يزيحها عنه ليتمكّن من الطيران مجدداً.
قد يكون البكاء في بعض الأحيان دواءً تماماً كما الضحك.. فلنبك متى ما احتجنا إلى البكاء ولنخرج تلك السيمفونية الحزينة من قلوبنا ولنترك ترديدها للذكريات فقط.
فايز بن ظاهر العجيلي الشراري