الوطن العربي ليس وحده الذي يعاني من ندرة الموارد الغذائية والمائية... وأيضاً ليس وحده الذي يواجه أزمة طاحنة متمثلة في ارتفاع أرقام البطالة وأنها تفوق مناطق أخرى بمضاعفة الأرقام، إلا أن الوطن العربي، وسكانه من العرب يختلفون عن الآخرين بالتعايش مع هذه الأزمات من خلال العادة العربية المعتادة وهي تجاهل الأزمة في أساسها، وترك الأمر يحل نفسه من تلقاء نفسه!!

ومثلما ننتظر بضائع الآخرين وشحنات الأغذية الواردة منهم لإطعامنا وإشباع حاجياتنا بعد أن نقدم لهم أموالاً للحصول على ما نريده.. أيضاً ننتظر حلولاً من خارج الوطن العربي بعد أن ينجح الآخرون فيما يجرونه من تجارب وما يقومون به من أعمال ناجحة لمعالجة ما يواجهونه من أزمات، ونظل نستهلك ما نمتلكه من موارد غذائية قليلة ونستنزف مياهنا الشحيحة التي تردنا من خارج الحدود..!! ومع هذا نواصل التكاثر فسوف نصل بحلول عام 2015 إلى 395 مليون نسمة، ورغم أننا نعاني مشاكل في توفير الغذاء والماء لـ317 مليوناً كنا قد وصلنا إليه عام 2007م.

قلة الغذاء وشح الماء ليسا وحدهما ما سوف يعاني منه العرب قادم السنين، فهناك قنبلة تزداد خطورة وتتضخم كل عام فسوف يزداد حجم البطالة في الوطن العربي حسب بيانات منظمة العمل العربي؛ إذ سيحتاج العرب إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة في عام 2020م مما سيجعل نسب البطالة التي سجلت في عام 2005م 14.4 كأعلى معدل بين الدول إذ بلغ المعدل العالمي في تلك السنة 6.3 .

العالم من حولنا يعمل ويدرس ويبحث لإيجاد طرق لمعالجة واستيعاب ملايين العاطلين، واستنباط طرق جديدة وحديثة لتوفير الغذاء والماء.. أما نحن العرب فنعمل على التكاثر وتجاوز الأربعمائة مليون نسمة منهم 51 مليون نسمة عاطلون..!!